قبِل رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، صباح اليوم الإثنين، استقالة مستشاره الإعلامي جان عزيز، التي تقدّم بها في وقت سابق، إثر خلافات بينه وبين وزير التربية السابق، الياس بو صعب، المُقرّب بدوره من عون.
ويدور الرجلان في فلك "التيار الوطني الحر" الذي ترأسه عون منذ عام 1990، تاريخ مغادرته لبنان إلى فرنسا بعد الهزيمة العسكرية والسياسية التي تلقّاها من القوات السورية وحلفائها اللبنانيين، خلال تولّيه رئاسة الحكومة العسكرية في حينه، وحتى انتخابه رئيساً للجمهورية أواخر عام 2016.
والتقى عزيز وبو صعب، ضمن فريق عمل عون، وهما القادمان من خلفيات سياسية مُختلفة، فعزيز عضو سابق في "حزب القوات اللبنانية" (يترأسه سمير جعجع)، بينما يتميّز بو صعب بعلاقاته الوثيقة بـ"الحزب القومي السوري الاجتماعي".
وقد اندلع الخلاف بين الرجلين، نتيجة الأداء الإعلامي لقناة "أو تي في"، التابعة لـ"التيار الوطني الحر"، والتي يتولّى عزيز فيها منصب مدير الأخبار، خلال التصعيد الذي أعقب انتشار تسريبات للرئيس الحالي لـ"التيار الوطني الحر" ووزير الخارجية وصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، التي وصف فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"البلطجي".
قال يومها بو صعب، خلال مقابلة تلفزيونية، إنّ "مقدمات نشرة أو تي في (الحادة التي استهدفت بري وحركة أمل بشكل مُركّز ومباشر) لا تُعبّر عن وجهة نظر التيار الوطني الحر"، وقدّم موقفاً سياسياً بعيداً عن أدبيات "التيار الوطني الحر"، اعتبر فيه أنّ "الوجود السوري في لبنان لم يكن احتلالاً".
وردّ عزيز، عبر مُقدمّة إخبارية هاجم فيها بو صعب، من دون أن يسمّيه، ووصفه بأنّه "يمتلك أرصدة مشبوهة في المصارف، ومرتبط بأنظمة مافياوية، وشريك في السلب والضرب والنهب، ومُرخّص الدكاكين (خلال توليه وزارة التربية)، وسارق أموال النازحين السوريين".
وهو ما رفضه كل من عون وباسيل، وعبّرت عنه استقالة عزيز من منصبه كمستشار إعلامي لرئيس الجمهورية، في حين لم تتضح بعد إمكانية إقالة عزيز أيضاً من موقعه كمدير للأخبار في "أو تي في".
وعمل عزيز، على مدى سنوات، كاتباً صحافياً في عدد من وسائل الإعلام، وانتقل خلال مسيرته، من "حزب القوات اللبنانية" إلى "التيار الوطني الحر".
وإلى جانب مسؤولياته في قناة "أو تي في"، كان عزيز من ضمن الفريق السياسي والاستشاري لعون، خلال تولّيه رئاسة التيار، إلى جانب نائب رئيس مجلس النواب السابق، إيلي الفرزلي، والرئيس الأسبق لـ"حزب الكتائب" كريم بقردوني.
وبعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية، انتقل عزيز إلى القصر الرئاسي، وتولّى منصب مستشار الرئيس، حتى أطاح به الخلاف الأخير مع بو صعب.