ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الخميس، أن القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق الوطني، التي تحظى بدعم من الأمم المتحدة، تواصل تقدمها باتجاه معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بسرت على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يعد إشارة على بدء أكبر هجمة بالمنطقة، التي تحولت من العام الماضي، إلى أحد أكبر قواعد التنظيم المتطرف خارج العراق وسورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن فصيلين عسكريين مختلفين قاما خلال الأيام الماضية بشن عمليات عسكرية للتقدم باتجاه سرت، في هجمات غير منسقة على ما يبدو، أدت رغم ذلك إلى تقليص مساحة الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش". كما أضافت الصحيفة أن أحد هذين الفصيلين تمكن الأربعاء من استعادة السيطرة على وحدة إنتاج الكهرباء بسرت.
وأوردت "نيويورك تايمز" أن هذه الانتصارات تحققت في مناطق لا تشهد كثافة سكانية كبيرة، وبأنه من السابق لأوانه معرفة إن كانت الفصائل المسلحة لديها القوة العسكرية أو الرغبة الكافية للتقدم باتجاه سرت، التي يعتقد أنها محصنة بشكل جيد ويتواجد بداخلها عدد من المقاتلين الأجانب يقدر بالآلاف. كما لفتت الصحيفة إلى أن تقدم القوات الموالية للحكومة يعد مؤشراً على تقهقر تنظيم "داعش"، في وقت يتم فيه شن هجمات على معاقله بالفلوجة بالعراق، وأجزاء من سورية.
في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن محللين ومسؤولين دبلوماسيين يحذرون من أن العمليات ضدّ "داعش" قد تؤدي إلى زعزعة جهود تحقيق السلام بالبلاد من ناحية رفع حدة التنافس بين الفصائل المتنازعة، وذلك بالرغم من كون الهجمات تلبي مخاوف الغرب بليبيا لجهة الحد من انتشار تنظيم "داعش".
وبخصوص التواجد الغربي بليبيا، قالت الصحيفة إنه منذ أواخر عام 2015 تم بشكل سرّي نشر مجموعات صغيرة من القوات الخاصة الأميركية والبريطانية والفرنسية داخل الأراضي الليبية، وذلك للتنسيق مع بعض الفصائل الليبية من أجل جمع المعطيات الاستخباراتية حول تنظيم "داعش".
كما أضافت أن وزارة الدفاع الأميركية قدمت للبيت الأبيض شهر فبراير/ شباط خطة عسكرية لشنّ ضربات جوية موسعة ضدّ معسكرات التنظيم، ومراكز القيادة، ومخازن السلاح بليبيا.