وأكد الناشط الإعلامي فراس العربي، الذي يتحدّر من الزبداني، لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي شن أكثر من عشر غارات بالتزامن مع قصفٍ صاروخي ومدفعي من الحواجز المحيطة استهدفت وسط المدينة"، مشيراً إلى أن "الطيران المروحي ألقى حتى الظهيرة 15 برميلاً متفجراً، فيما قصفت الشيلكا (وهي عربة مجنزرة آلية مضادة للطائرات)، المتواجدة عند قصر السعودي، أطراف المدينة للتغطية على عملية سحب جثث قتلى النظام".
اقرأ أيضاً: إحباط تقدم حزب الله في الزبداني .. و"النصرة" تتوعده
وأكد الناشط في حديثه أن "الثوار صدوا هجوماً لعناصر حزب الله وقوات النظام من جهة قلعة الزهراء"، في حين تحدثت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات العنيفة، التي تدور على جبهة الزهراء، ما تزال مستمرة، دون تمكّن مقاتلي الحزب اللبناني من تحقيق أي تقدم.
وبث ناشطون اليوم، مشاهد تم تصويرها داخل الزبداني، تُظهر سُحباً دخانية بين ركام المنازل، ما يدل على أن المنطقة تعرضت للقصف قبل دقائق، فيما تُسمع خلال الفيديو رشقات من الرصاص ودوي للمدفعية، بينما يحذر أحد الأشخاص مصور الفيديو ومن حوله عبر "قبضات اللاسلكي" أن الطيران "الحربي بالأجواء".
وتوضح المشاهد التي رُفعت بتاريخ اليوم على الانترنت، حجم الخراب الهائل بالأبنية السكنية التي سوّيَ جزء منها بالأرض، فيما لحقت أضرار بالغة بالجزء الآخر، نتيجة القصف الجوي والمدفعي الكثيف الذي تتعرّض له المدينة.
وقال الناشط محمد الزبداني، لـ"العربي الجديد"، إنه "ولليوم السابع على بداية إعلان النظام لعملية تحرير الزبداني، لم يحقق أي تقدم برغم القصف العنيف والكثيف بالبراميل والألغام المتفجرة وغارات الطيران الحربي والصواريخ".
كما أضاف أنه "على العكس من ذلك، شهدت الأيام الماضية خسارة النظام لحواجز الشلاح والقناطر واستعادة المعارضة لأجزاء من الجمعيات"، قائلاً إن خسارة المقاتلين المحليين "بلغت حتى الآن 12 قتيلاً"، بينما قُتل "32 من صفوف قوات النظام، بينهم أربعة ضباط، هم عميد وعقيدان ونقيب". فيما بلغ عدد القتلى اللبنانيين "حسب صفحات حزب الله لمدينة بعلبك، 36 عنصراً اعترفوا بهم".
في المقابل، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام، اليوم، إن "العماد علي عبد الله أيوب، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة، يرافقه عدد من ضباط القيادة العامة، قاموا أمس بجولة ميدانية تفقدوا فيها وحداتنا المقاتلة في منطقة الزبداني".
وأضافت الوكالة أن "العماد أيوب اطّلع على سير الأعمال القتالية التي تخوضها وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية ومجموعات الدفاع الشعبية" في الزبداني ومحيطها.
وكانت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني بدأت هجوماً واسعاً، فجر السبت الماضي، على مدينة الزبداني الواقعة إلى الشمال الغربي من دمشق بنحو 50 كيلومتراً بهدف اقتحامها.
اقرأ أيضاً: استعجال احتلال الزبداني قبل "يوم القدس" لضمّها لـ"سورية المفيدة"
ومنذ بداية الهجوم، تتعرض المدينة لقصف جوي ومدفعي عنيف، مع محاولات قوات النظام وحزب الله للتقدم نحو وسط المدينة، لكن المعلومات الواردة من هناك تفيد بأن مقاتلي المعارضة التقطوا أنفاسهم بعد الضربات الأولى العنيفة، عقب بدء الحملة العسكرية الضخمة، وصدوا المحاولات البرية للاقتحام، الأمر الذي فاجأ، على ما يبدو، القوات المهاجمة التي كانت دخلت المعركة بزخم كبير أملاً بحسم سريع لصالحها.