وبحسب الصحيفة فإن هذه التحركات تجسد محاولات روسية لفرض هيمنتها، سواء بإيران أو انطلاقا من البوارج العسكرية ببحر قزوين، وقبلها انطلاقا من مدينة اللاذقية على الساحل السوري، والآن انطلاقا من البحر الأبيض المتوسط.
وأمام هذه التحركات الروسية، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة سعت لفرض حضورها العسكري، ولكن بشكل مختلف، من خلال نشر وحدات من سلاح الجو لحماية قواتها، والجماعات التي تدعمها واشنطن، من ضربات النظام السوري.
وذكرت في هذا الصدد أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وجهت تحذيرا صريحا للنظام السوري بعد قصف طائراته لمنطقة يسيطر عليها الأكراد ويتواجد بها أفراد من الجيش الأميركي.
وأوردت الصحيفة تصريحا لمتحدث باسم البنتاغون، الكابتن جيف ديفيس، قال فيه إن "النظام السوري من الأفضل له ألا يتدخل في عمل قوات التحالف أو قوات شركائنا".
وعن الأخبار السابقة التي أشارت لإمكانية تنسيق روسيا والولايات المتحدة لشن ضربات عسكرية مشتركة ضد جماعات يعتبرها البلدان "إرهابية"، ذكرت الصحيفة أن المحادثات بين موسكو وواشنطن يبدو أنها دخلت النفق المسدود، موضحة أن وتيرة الضربات العسكرية التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي تزايدت في الآونة الأخيرة، مع غياب أي بوادر لحل سياسي لإنهاء الحرب.
إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن سلاح الجو الروسي مكن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من تحقيق تقدم على حساب المعارضة السورية المسلحة، وأن مجريات الأحداث بسورية تمنح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعاطفا شعبيا في بلاده، وتشكل فرصة بالنسبة له لاستعراض الأسلحة المتطورة الجديدة أمام خصومه وأعدائه.
كما أوضحت الصحيفة أن صواريخ كروز الروسية لن تشكل معادلة صعبة لجهة تغيير موازين القوى، بيد أن هذه الصواريخ بعيدة المدى التي تنطلق من إيران، تمثل تهديدا جديدا للمدنيين وأفراد المعارضة السورية، بسبب حمولتها الثقيلة وقدرتها على حمل رؤوس نووية.