أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، أن "التهديد الإرهابي المستمر على قدم وساق في سورية والعراق أحرز تقدماً سريعاً على الصعيد العالمي، بسبب السياسات الخاطئة للدول الغربية بشكل خاص"، موجهاً انتقادات شديدة للاتحاد الأوروبي، بسبب عدم التزامه الاتفاق التركي الأوروبي حول إعادة قبول اللاجئين والموقع في مارس/آذار الماضي.
وخلال كلمة في المؤتمر الدولي للعلوم والتكنولوجيا بأنقرة، أكد الرئيس التركي أنه "لن يكون هناك حل لمسائل المنطقة دون اتخاذ موقف مبدئي لمواجهة جميع المنظمات الإرهابية، على حد سواء"، في إشارة إلى تعاون التحالف الغربي مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني") في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وانتقد أردوغان الإدارة الأميركية لعدم تسليمها زعيم "حركة الخدمة"، فتح الله غولن، الذي تتهمه الدولة التركية بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، والمقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية منذ عام 1999.
وقال أردوغان: "نقوم بتسليم الولايات المتحدة الأميركية جميع الإرهابيين الذين تطالب بهم، ولكنهم لا يقومون بتسليم الإرهابي الذي يقيم في بنسلفانيا منذ 17 عاماً"، في إشارة إلى غولن.
وتعليقاً على عدم التزام الاتحاد الأوربي بالوعود التي قطعها بتقديم مساعدات للاجئين السوريين المقيمين في تركيا، والمقدرة بـ6 مليار يورو على عامين، قال: "لقد كنا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتم تداول أزمة اللاجئين، ولم يقم أحد بالإشارة إلى الجهود التي تبذلها تركيا في العناية بشؤون اللاجئين. يريدون أن يتجاهولوا الأمر"، مضيفاً: "لقد وعدونا (الاتحاد الأوروبي) بـ3 مليارات مساعدات (للاجئين السوريين) لهذا العام، ولكن لم يصلنا، حتى الآن، من الميارات الثلاثة إلا 179 مليون يورو. إن هؤلاء يعدون، ولكنهم لا يفون بوعودهم أبداً".
ودعا أردوغان إلى تقبل حقيقة بدء موجات هجرة جديدة بسبب المشاكل في سورية والعراق وأفغانستان وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، مضيفاً: "إذا لم نبدأ بحل هذه المشاكل من الآن، وإذا لم نتمكن من تقديم أمل بحياة آمنة ومستقرة ومرفهة لهم، فيجب أن لا يشتكي أحد حين تبدأ الاضطرابات".
وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده أن إصلاح الأمم المتحدة، وخاصة تغيير بنية مجلس الأمن، هي الخطوة الأولى في هذا الاتجاه (حل مشاكل تلك الدول)، داعياً إلى إلغاء صفة العضو غير الدائم في مجلس الأمن، مضيفاً: "إذا أردنا إقامة العدل في العالم، يجب أن تمثل جميع القارات والمعتقدات في مجلس الأمن"، مشيراً إلى عدم وجود دولة إسلامية في المجلس تمثل 1 مليار و700 مليون مسلم في العالم.