دعوة لـ"جمعة غضب" في السودان... والبشير يتهم مخابرات وسفارات أجنبية بدعم التظاهرات
ودعا "تجمع المهنيين السودانيين" إلى التظاهر، غداً الجمعة، في ما سمّاه "جمعة الغضب"، فضلاً عن دعوته لتسيير موكب ثالث للقصر الرئاسي في الخرطوم، ونحو البرلمان في مدينة أم درمان، الأحد المقبل، من أجل تسليم مذكرة تطالب بتنحّي البشير (74 عاماً).
وعلى صعيد متصل، قال شاهد إن قوات الأمن السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع اليوم، لتفريق متظاهرين حاولوا تسليم التماس مناهض للحكومة للمقر المحلي للحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس السوداني في بورسودان، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
في المقابل، قال البشير، الخميس، إنّ الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية "لن يحدث بين ليلة وضحاها"، مجدداً اتهام مخابرات وسفارت أجنبية بدعم الاحتجاجات في البلاد، من دون أن يحددها.
وأضاف البشير، أمام حشد في الخرطوم نظمه اتحاد عمال السودان، المحسوب على الحكومة، أنّ "السودان بلد غال ولا يمكن له أن يفرط في أمنه واستقراره".
وأقرّ البشير بمعاناة المواطنين الراهنة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الحالية، مؤكداً أنّ "الحكومة تسعى لحلحلة كل المشكلات"، لكنّه أشار إلى أنّ "الحل لن يأتي بين ليلة وضحاها"، حسب تعبيره.
وأضاف أنّ "الحكومة صمدت في السابق أمام أزمات مماثلة، وذلك حينما قررت جهات في السابق تدمير الدولة السودانية، ضمن 7 دول، منها العراق وسورية وليبيا، لكن السودان صمد تماماً طوال السنوات الماضية".
وهاجم البشير في كلمته الأحزاب السياسية التي أعلنت، قبل يومين، خروجها من البرلمان ومن أعمال لجان الحوار الوطني، متهماً إياهم بأنّهم "اعتقدوا بسقوط الحكومة وبغرق السفينة، لذا حاولوا القفز منها"، قبل أن يصفهم بأنّهم "ليسوا أصحاب حارة، ويبقون معنا فقط حينما تكون الأمور باردة"، على حد تعبيره.
وأصدر 22 حزباً سياسياً تتمثّل غالبيتها في البرلمان القومي، ومعها كتلة برلمانية مستقلة، بعد أن كانت لوقت قريب جزءاً رئيسياً من عملية الحوار الوطني، الثلاثاء، مذكرة موجّهة للبشير، تطالبه فيها بالتنحي. وجاءت مطالب تلك الأحزاب بعدما توحّدت في جسم واحد باسم "الجبهة الوطنية للتغيير".
ورفض البشير الحديث عن فشل حكومته على مدى ثلاثين عاماً الماضية، قائلاً إنّ "الحكومة أنجزت مشروعات كبرى في مجال الطرق والجسور والتعليم العام والتعليم العالي والصحة والمياه"، مضيفاً أنّ "السعي مستمر لتوفير حياة كريمة يستحقها الشعب السوداني".
ووعد البشير العمال السودانين بزيادة الرواتب، بدءاً من الشهر الحالي، معترفاً بأنّ "الرواتب الحالية دون الطموح ولا تلبي كلفة المعيشة"، كما تعهد بـ"توفير الخدمات الأساسية للمتقاعدين وزيادة رواتبهم، وكذلك دعم الفقراء والمساكين" .
وبدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، احتجاجات في معظم ولايات السودان (18 ولاية) ضد الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار، لا سيما بعد رفع سعر الخبز، رفع المتظاهرون خلالها سقف مطالبهم إلى إسقاط النظام.
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت، الخميس الماضي، سقوط 19 قتيلاً، منهم 2 من القوات النظامية، فضلاً عن إصابة 219 مدنياً و187 من القوات النظامية، بحسب روايتها، فيما تحدثت منظمة "العفو" الدولية عن سقوط 37 قتيلاً خلال الاحتجاجات.