في يوم من الأيام تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين لو أنه يستيقظ من النوم ليجد البحر ابتلع قطاع غزة وخلصه من هذا الهم الثقيل. مات إسحق رابين وبقي أحياء غزة على البحر يقاومون. وذات يوم استيقظ رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون، من النوم مذعوراً، فقرر تفكيك المستوطنات والثكنات والخروج من قطاع غزة، على أمل التخلص من هذا الهم الثقيل. مات شارون وما زال أحياء غزة صخرة ثقيلة على صدر الاحتلال. وذات يوم استيقظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، غاضباً مقهوراً، فقرر تدمير قطاع غزة ورمي همه في البحر، مرة بـ"الرصاص المصبوب"، ومرة بـ"عمود السحاب"، ومرة ثالثة بـ"الجرف الصامد"، فرد قطاع غزة على جنون نتنياهو بصمود أسطوري، فكان أن انكفأ نتنياهو مدحوراً، وظل أهل غزة شوكة في عين الاحتلال.
وذات يوم استفاق القطاع على كابوس اقتتال الإخوة الأشقياء، فساد من ساد، وباد من باد، وحلّت نكبة أخرى، محلية الصنع بأهل غزة الأحياء. وبالأمس، استفاق أهل غزة، ليجدوا أنفسهم "أحياء لا يرزقون"، بعد أن تفضّلت حكومة "الوفاق الوطني" بخصم 30 في المائة من رواتبهم، التي هي أصلاً مخصومة. ومثلما تألمت غزة تحت "الرصاص المصبوب"، و"عمود السحاب"، و"الجرف الصامد" وحيدة، وأنّت من قهر الحصار وحيدة، وتعذبت بمرارة الانقسام وحيدة، ها هي تتلظى اليوم بظلم "أهل القربى" وحيدة.
مسكين هذا القطاع، إسرائيل تتمنى أن يبتلعه البحر، أو تحرقه قنابل الفوسفور الأبيض، أو يموت صامتاً بين مثالب الحصار، وبعض الأشقاء ينبذ هذه الـ"غزة" التي باتت فائضاً سياسياً، وعبئاً مالياً، وأشقاء آخرون يطوقون غزة بحبهم إلى حد "الخنق".
قد يُؤلم الكرهُ بعض غزة، وقد يخنق بعض الحب كل غزة، ولكن الأكيد أن هذه الـ"غزة" التي دفنت رابين وشارون، وقبلهما إسحق شامير ومناحيم بيغن وغولدا مائير، وقهرت نتنياهو، وحتماً ستدفنه، لن تغرق في البحر، ولن تنكسر بالحصار والتجويع. وبين فك أحلام قادة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، ومخالب الانقسام الفلسطيني الكريه، سيظل قطاع غزة يرعى شجرة الحياة بإبداع يُدهش الأصدقاء، ويقهر الأعداء.
وذات يوم استفاق القطاع على كابوس اقتتال الإخوة الأشقياء، فساد من ساد، وباد من باد، وحلّت نكبة أخرى، محلية الصنع بأهل غزة الأحياء. وبالأمس، استفاق أهل غزة، ليجدوا أنفسهم "أحياء لا يرزقون"، بعد أن تفضّلت حكومة "الوفاق الوطني" بخصم 30 في المائة من رواتبهم، التي هي أصلاً مخصومة. ومثلما تألمت غزة تحت "الرصاص المصبوب"، و"عمود السحاب"، و"الجرف الصامد" وحيدة، وأنّت من قهر الحصار وحيدة، وتعذبت بمرارة الانقسام وحيدة، ها هي تتلظى اليوم بظلم "أهل القربى" وحيدة.
مسكين هذا القطاع، إسرائيل تتمنى أن يبتلعه البحر، أو تحرقه قنابل الفوسفور الأبيض، أو يموت صامتاً بين مثالب الحصار، وبعض الأشقاء ينبذ هذه الـ"غزة" التي باتت فائضاً سياسياً، وعبئاً مالياً، وأشقاء آخرون يطوقون غزة بحبهم إلى حد "الخنق".
قد يُؤلم الكرهُ بعض غزة، وقد يخنق بعض الحب كل غزة، ولكن الأكيد أن هذه الـ"غزة" التي دفنت رابين وشارون، وقبلهما إسحق شامير ومناحيم بيغن وغولدا مائير، وقهرت نتنياهو، وحتماً ستدفنه، لن تغرق في البحر، ولن تنكسر بالحصار والتجويع. وبين فك أحلام قادة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، ومخالب الانقسام الفلسطيني الكريه، سيظل قطاع غزة يرعى شجرة الحياة بإبداع يُدهش الأصدقاء، ويقهر الأعداء.