تشهد محافظة الأنبار العراقية، غربي البلاد، صراعاً سياسياً حاداً بين جهات سياسية عدة، بشأن تولي المناصب المهمة في المحافظة، وذلك بعد عدة أشهر من إعلان القوات العراقية عن استعادة السيطرة على عدد من مدن المحافظة، كالرمادي والفلوجة والأنبار.
وأدى هذا الصراع إلى ظهور محاولات للإطاحة بمحافظ الأنبار صهيب الراوي، الذي يمثل أحد القيادات المهمة في الحزب الإسلامي العراقي، الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في العراق، والضغط على القضاء العراقي للمصادقة على قرار سابق لمجلس المحافظة بإقالته، بحسب مصدر سياسي محلي أكد لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط سياسية كبيرة على المحكمة من قبل جهات مقربة من الحكومة لإقالة الراوي.
وأشار المصدر إلى تدخل مليشيا "الحشد الشعبي" لدى المحكمة الإدارية من أجل الدفع باتجاه تصديق إقالة الراوي، مبيناً أن تدخل المليشيا جاء انتقاماً من كشف الراوي في مايو/أيار الماضي عن ارتكاب "الحشد الشعبي" جرائم وانتهاكات طاولت نحو ستمئة عراقي قرب مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، اليوم الأربعاء، إن المحكمة الإدارية العراقية صادقت على قرار مجلس المحافظة بإقالة المحافظ صهيب الراوي، مبيناً خلال تصريح صحافي، أن الإقالة جاءت بسبب وجود فساد مالي وإداري ضد الراوي منذ تسلمه المنصب.
لكن محافظ الأنبار صهيب الراوي، كذب في تصريح صحافي، حديث رئيس مجلس محافظة الأنبار حول مصادقة المحكمة الإدارية على إقالته، مبيناً أن المحكمة أجلت البت بقضيته.
وصوّت مجلس محافظة الأنبار، في يونيو/حزيران الماضي، على إقالة صهيب الراوي من منصبه كمحافظ للأنبار، لكن الأخير رفض قرار الإقالة واعتبره غير قانوني.
يشار إلى أن الصراع السياسي بين معسكري المحافظ صهيب الراوي، ورئيس مجلس المحافظة صباح الكرحوت، اندلع للسيطرة على المناصب بعد إعلان القوات العراقية عن استعادة السيطرة على مدن مهمة في المحافظة.