ذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" أن محاولات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في التحكم بالجماهير من خلال القمع وحظر التظاهرات، لم تنجح في كبح الانتقادات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، وبلغت ذروتها بعد القرار بالتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" لصالح المملكة العربية السعودية.
وأضافت المجلة البريطانية أنه في ظل تزايد الضغوط على السيسي وجد هذا الأخير نفسه في وضع غير مريح، بعد أن أصبح يبدو مصدوما وغاضبا من عدم طاعة الجماهير له.
وبخصوص تسليم الجزيرتين، ذكرت المجلة أن السيسي قال إنه "أعادهما إلى أصحابهما"، موضحة أنه ربما يكون على صواب بما أن المملكة العربية السعودية سلّمت تيران وصنافير لمصر في 1950 في إطار اتفاق بين البلدين. لكن حسب المجلة، فإن فئة قليلة من المصريين يعلمون بذلك، مضيفة أن الطريقة التي تم من خلالها الإعلان عن الخبر بعد أشهر من المفاوضات السرية، وارتباط ذلك بالإعلان عن استثمارات سعودية ضخمة بمصر، تسبب في إهانة الفخر الوطني لدى المصريين.
وذكرت "ذي إيكونوميست" أنه رغم محاولة النظام المصري احتواء حالة الهيجان الشعبي، إلا أن ألف شخص خرجوا يوم 15 أبريل/ نيسان الحالي للتظاهر وسط القاهرة، في تحد لحظر التظاهر والقمع الأمني، مضيفة أنها أكبر مظاهرة منذ استيلاء السيسي على السلطة قبل نحو عامين.
ولفتت إلى أن تسليم الجزيرتين كان مجرد الشرارة التي دفعت المتظاهرين للتنديد بتجاوزات النظام بدءا بسوء التدبير الاقتصادي ووصولا إلى الانتهاكات التي تمارسها الأجهزة الأمنية.
كما أبرزت المجلة البريطانية أن المؤسسة الوحيدة التي يثق بها السيسي أكثر هي المؤسسة العسكرية، بما أنه أحد أبنائها وأتى منها، موضحة أنه منذ استيلائه على السلطة سلّم الجيش مشاريع كبرى، مثل تفريعة قناة السويس، وسمح له بمزاحمة القطاع الخاص.
وأضافت أن السيسي يبدو بأنه يتوقع الولاء نفسه من المواطنين المصريين، "لكننا لسنا جنودا"، كما قال للمجلة المتحدث باسم تحالف أحزاب المعارضة، خالد داود.
وتطرقت "ذي إيكونوميست" إلى أنه من المقرر تنظيم تظاهرة أخرى غدا في القاهرة، مضيفة أن النشطاء المصريين، الذين كانوا في حالة سُبات لفترة طويلة، يبدون الآن في حالة من النشاط.
وفي هذا الصدد، يقول داود: "شرارة ثورة 25 يناير ما تزال موجودة، وهذا أمر يجب أن يتذكره السيسي".