تزداد المعارك سخونة على الأراضي العراقية مع استمرار تقدّم القوات العراقية والعشائر في مناطق أعالي الفرات وتكرار مسلسل انكسارات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعد فقدان التنظيم عدداً من المدن والبلدات بسرعة في المحور الغربي من العراق، فضلاً عن تحوّله إلى وضع دفاعي في الشمال، على الرغم من أن وضع القوات العراقية والمليشيات المساندة لها لم يطرأ عليه تغيير من حيث العدد والقوة، بشكل يعطي انطباعاً بتغيير موازين القوى على الساحة. وفي آخر تطورات الأحداث، أكدت مصادر عراقية وشهود عيان دخول القوات العراقية بلدة الدولاب على نهر الفرات، الواقعة على بُعد 90 كيلومتراً غرب الأنبار، بعد معارك لم يصمد خلالها "داعش" أكثر من يومين وتحت غطاء واسع من طيران التحالف الدولي. وبدخول القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر بلدة الدولاب، تكون الصورة أكثر وضوحاً في المحافظة التي تشكل ثلث مساحة البلاد، بحيث يتراجع التنظيم إلى أقصى الغرب حيث الحدود مع سورية ويكون تواجده في مدينة القائم وبلدتين صغيرتين هما عنّة وآلوس.
وتشكّل مساحة ما يسيطر عليه "داعش" حالياً من الأنبار أقل من 20 في المائة بشكل فعلي، وهو ما ينذر بتحوّل الصراع قريباً إلى حرب الهجمات الخاطفة، أو ما أطلق عليه الخبير بشؤون الجماعات المسلحة فؤاد علي، في اتصال مع "العربي الجديد"، بأسلوب أضرب واهرب، وهو ما يستهلك قوات الجيش بشرياً ومادياً في تكرار لسيناريو ما قبل اجتياح "داعش" الأراضي العراقية والسيطرة على المدن والمحافظات وإسقاطها. وأضاف علي أن "الولايات المتحدة تسعى الآن للاستفادة من ورقة العشائر للإمساك بالأراضي، لكن الحكومة تتعامل مع تلك الورقة بشكل سياسي وليس أمنياً، وهذا خطأ كبير"، لافتاً إلى أن "الأنبار باتت فعلياً خارج سيطرة التنظيم وهذا يمثّل تقدّماً لم نكن نتوقعه جميعاً، والفضل في ذلك لضربات التحالف بشكل أساسي".
اقــرأ أيضاً
من جهته، كشف ناظم بردان، رئيس مجلس مدينة القائم آخر معاقل "داعش" وتقع على الحدود مع سورية أقصى غرب العراق، عن أن تنظيم "داعش" يحتجز نحو 20 ألف عائلة لاتخاذها دروعاً بشرية في المدينة. وقال بردان في مؤتمر صحافي، إن "تنظيم داعش يحتجز نحو 20 ألف عائلة داخل المدينة"، الواقعة على بُعد 440 كيلومتراً غرب الرمادي عاصمة الأنبار المحلية. ولفت بردان إلى أن "أهالي قضاء القائم حاولوا مراراً الهروب من سيطرة تنظيم داعش، الذي منع خروج أي مدني وهدد بقتل من يحاول الخروج من القضاء"، على حد قوله.
في السياق نفسه، لكن شمال العراق، أكد مصدر أمني عراقي، تمكّن القوات العراقية، ظهر أمس الإثنين، من تحرير القرى التابعة لناحية القيارة، جنوب الموصل (شمالي العراق) من سيطرة تنظيم "داعش". وقال النقيب في وزارة الدفاع العراقية حسن الجبوري، إن القوات العراقية تمكنت ظهر أمس من تحرير القرى التابعة لناحية القيارة، بعد معارك عنيفة مع عناصر تنظيم "داعش"، أجبرت الأخير على الفرار، لتفرض القوات العراقية سيطرتها على المناطق الجنوبية للقيارة، الممتدة على ضفاف نهر دجلة. وأكد الجبوري أن القرى التي تم تحريرها هي قرى العوسجة والاصلاحية والخالدي، مشيراً إلى أن "جميعها تقع على ضفاف نهر دجلة من جهة قضاء مخمور".
يشار إلى أن "داعش" فرض سيطرته على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، في يونيو/حزيران 2014، وتمكّن كذلك من فرض نفوذه على مساحة واسعة في البلاد. وتشنّ القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، معارك ضد التنظيم، تمكّنت خلالها من استعادة مناطق واسعة من سيطرة "داعش". وأخيراً نجحت القوات العراقية من تحرير واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية في الموصل، وهي قاعدة القيارة الجوية.
من جهته، كشف ناظم بردان، رئيس مجلس مدينة القائم آخر معاقل "داعش" وتقع على الحدود مع سورية أقصى غرب العراق، عن أن تنظيم "داعش" يحتجز نحو 20 ألف عائلة لاتخاذها دروعاً بشرية في المدينة. وقال بردان في مؤتمر صحافي، إن "تنظيم داعش يحتجز نحو 20 ألف عائلة داخل المدينة"، الواقعة على بُعد 440 كيلومتراً غرب الرمادي عاصمة الأنبار المحلية. ولفت بردان إلى أن "أهالي قضاء القائم حاولوا مراراً الهروب من سيطرة تنظيم داعش، الذي منع خروج أي مدني وهدد بقتل من يحاول الخروج من القضاء"، على حد قوله.
يشار إلى أن "داعش" فرض سيطرته على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، في يونيو/حزيران 2014، وتمكّن كذلك من فرض نفوذه على مساحة واسعة في البلاد. وتشنّ القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، معارك ضد التنظيم، تمكّنت خلالها من استعادة مناطق واسعة من سيطرة "داعش". وأخيراً نجحت القوات العراقية من تحرير واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية في الموصل، وهي قاعدة القيارة الجوية.