وليس هناك فرق كبير بين النتائج الرسمية التي أعلنتها لجنة الانتخابات، وتلك التي بثتها قنوات محلية، بصورة غير رسمية. فقد أحرز حزب خان المركز الأول في الجمعية الاتحادية، أو في البرلمان، بـ115 مقعدًا، يليه حزب "الرابطة الإسلامية" جناح نواز شريف، بـ62 مقعدًا، أما في المرتبة الثالثة فحلّ "حزب الشعب الباكستاني"، وحصل على 43 مقعدًا.
أما المقاعد المتبقية فهي مقسّمة بين الأحزاب الدينية والقومية والمستقلين، إذ حصل "اتحاد الجماعات الدينية"، المسمى بمجلس العمل الموحد، على 11 مقعدًا، و"الحركة القومية المتحدة" على ستة مقاعد، وحزب "الرابطة" جناح قائد أعظم على خمسة مقاعد، أما المستقلون فحصلوا على 12 مقعدًا. وفي حين أن بعض المقاعد لا تزال نتائجها غير معلنة، أكدت لجنة الانتخابات أنها ستعلن عنها قريبًا.
أما نتائج البرلمانات الإقليمية، فشهدت مفاجأة كبيرة، إذ كانت النتائج غير الرسمية تشير إلى تقدم حزب نواز شريف في إقليم البنجاب، لكن النتائج الرسمية تؤكد أن حزب شريف وحركة عمران خان متقاربان؛ فالأول حصل على 127 مقعدًا، بينما الثاني على 122. ومن هنا أعلنت حركة خان أنها ستشكل الحكومة في كل من إقليم خيبربختونخوا وإقليم البنجاب، كما ستشكل الحكومة في إقليم بلوشستان بالشراكة مع آخرين. ويعد سحب حكومة إقليم البنجاب من يد حزب شريف ضربة قوية لهذا الحزب. أما في إقليم السند، فسيقوم حزب الشعب الباكستاني بتشكيل الحكومة، بعد أن حصل على 74 مقعدًا في البرلمان الإقليمي.
انقسام حزبي
وحتى صباح هذا اليوم، كانت جميع الأحزاب السياسية، عدا حزب عمران خان، تتحدث عن رفض نتائج الانتخابات والسعي لوضع استراتيجة موحدة إزاء الانتخابات التشريعية، متهمة بأن تزويرًا على مستوى عالٍ قد حدث لصالح حزب عمران خان.
لكن يبدو أن الأمور تغيرت اليوم، بعدما اعتذر حزب الشعب الباكستاني، أحد الأحزاب الرئيسية في البلاد، عن المشاركة في اجتماع الأحزاب السياسية، الذي عقد اليوم في منزل القيادي في "الجماعة الإسلامية"، ميان إسلام، في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، لوضع استراتيجية موحدة إزاء نتائج الانتخابات التي أتت في صالح "حركة الإنصاف" بزعامة عمران خان.
وبعد عقد الاجتماع، واتفاق جميع الأحزاب المشاركة على رفض نتائج الانتخابات والدعوة إلى عقد انتخابات تشريعية من جديد، ورفض أعضائها الدخول إلى البرلمان، اعتذر ثاني أكبر حزب سياسي في البلاد، هو حزب "الرابطة"، عن هذا الاتفاق، ولمّح شهباز شريف، زعيم الحزب، إلى دخول نواب حزبه البرلمان وتأديتهم اليمين الدستورية.
وقال شهباز شريف، في مؤتمر صحافي عقده المشاركون في الاجتماع في إسلام أباد: "نرفض نتائج الانتخابات، ولكننا سنستشير في قضية الدخول إلى البرلمان ورفض اليمين الدستورية". غير أن شريف نفسه أكد، في وقت سابق، أنهم سيدخلون البرلمان وسيقومون بدور المعارضة بشكل أقوى.
وإلى جانب ذلك، عقد مساء اليوم قياديون في حزب الشعب الباكستاني مؤتمرًا صحافيًا في كراتشي، أكد خلاله بلاول بوتو، نجل الرئيس المشارك للحزب أصف زرداري، والقيادي في الحزب، فرحت الله بابر، أن حزب الشعب سيحث جميع الأحزاب ألا تترك العمل الديمقراطي، وأن تدخل البرلمان حتى تسير البلاد إلى الأمام، رغم التحفظات والاعتراضات على الانتخابات.
وتشير تلك التطورات إلى أن الحزبين الرئيسين في الأحزاب السياسية التي كانت تشك في الانتخابات، وكانت تدعي وقوع التزوير فيها، هما حزب "الرابطة الإسلامية" جناح نواز شريف، وحزب الشعب الباكستاني، قد رضيا عن الدخول إلى البرلمان، ما يعني قبولهما بحكومة عمران خان.
على الضفة الأخرى، كانت ثمّة أحزاب، وعلى رأسها "اتحاد الجماعات الدينية" (مجلس العمل الموحد)، تدعو إلى إجراء الانتخابات من جديد، وتدعي أن تزويرًا وقع على وتيرة كبيرة لصالح حركة "الإنصاف"، كما أنها قررت الانخراط في احتجاجات شعبية.
وفي هذا السياق، قال زعيم "مجلس العمل"، المولوي فضل الرحمن: إن حزبه سيواصل النضال ضد ما وصفه بـ"الخيانة في حق أصوات الشعب، والتزوير لصالح حزب واحد".
ولكن بعد خروج الجماعتين الرئيستين عن الإجماع، وعدم توافق كل واحدة منهما مع الأخرى، لم يبق لمعارضة نتائح الانتخابات وزن، ولا تأثير على فوز خان، وتشكيله الحكومة.