وتحول قول ترامب، في مستهل محادثاته في القدس المحتلة مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتانياهو، إنه لم يذكر قط اسم إسرائيل خلال اجتماعه مع الوفد الروسي، إلى مادة سجالية جديدة في خضم ملف التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
وأبرزت وسائل الإعلام الأميركية الخلافات المستجدة في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وأبرزها تراجع ترامب عن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وعقده صفقات سلاح مع السعودية بمئات مليارات الدولارات، ما قد يتعارض مع عقيدة التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
ولعل الخوف المشترك من إيران وتبني ترامب وجهة نظر نتانياهو المتحمس لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج العسكري الإيراني، ومواجهة تمدد النفوذ الإيراني في سورية ولبنان والعراق واليمن، قد يعالج بعضاً من القلق الإسرائيلي من مفاجآت الرئيس الأميركي وطموحه إلى إنجاز اتفاق سلام تاريخي في الشرق الأوسط.
ولم تنجح بعد جولة ترامب الخارجية التي بدأها في الرياض باجتماع قمة مع قادة أكثر من خمسين دولة إسلامية في تبريد حماسة الحملة السياسية في الداخل، وتخفيف الضغوط على البيت الأبيض في ملف التحقيقات الروسية.
ومع إقلاع طائرة ترامب من واشنطن، نشرت "نيويورك تايمز" ملخصاً عن محضر اجتماع ترامب مع لافروف كشف عن قول الرئيس الأميركي، إنه طرد مدير "إف بي آي" لتخفيف الضغوط التي تشكلها التحقيقات بشأن روسيا.
وضاعف المعارضون من جهودهم في الكونغرس وفي المؤسسات الحكومية الأمنية والقضائية لتهيئة المسرح السياسي في واشنطن لاحتمالات وصول التحقيقات إلى ترامب شخصياً، في ظل ظهورمؤشرات جدية على البدء بعملية قانونية قد تقود إلى محاكمة وعزل الرئيس.
وفي هذا السياق، يأتي تعيين روبرت مولر، محققاً خاصاً في التدخل الروسي، والشهادة المنتظرة هذا الأسبوع لجيمس كومي، مدير "إف بي آي" المطرود أمام مجلس النواب الأميركي.
ومن المتوقع أن يكشف كومي عن معطيات ومعلومات جديدة ويشرح لأعضاء الكونغرس ظروف إقالته وما إذا كان ترامب طلب منه وقف التحقيقات مع مايكل فلين، مسشتار الأمن القومي السابق.