اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بتصنيف "الحرس الثوري" منظمة إرهابية، وأن خطوتها ستوحد الإيرانيين، ملوحاً بتوجه بلاده لإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة "آي آر 8"، إذا ما واصلت واشنطن سياسة تصعيد الضغط على طهران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، أمس الإثنين، تصنيف بلاده الحرس الثوري الإيراني "جماعة إرهابية"، قائلًا إن هذه المؤسسة العسكرية الإيرانية "تقوم بتمويل الإرهاب ودعمه بشكل فعال، باعتباره إحدى أدوات الدولة".
وذكر ترامب، في بيان، أن الولايات المتحدة ستواصل ضغوطها على إيران "حتى تتخلى عن سلوكها التدميري وغير القانوني"، واصفًا هذه الخطوة بـ"غير المسبوقة" ومن يتعامل مع الحرس الإيراني بعد ذلك بأنه "داعم للإرهاب".
ورداً على التصنيف الأميركي الأول من نوعه، وصف روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، "الحرس الثوري" بأنه حامي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مضيفاً أن "الحرس ضحى بحياته لحماية شعبنا وثورتنا.. واليوم تدرجه أميركا التي تحمل ضغينة للحرس على قائمتها السوداء (للجماعات الإرهابية)".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده ستقاوم الضغوط الأميركية، التي إذا ما تواصلت فستنتج طهران أجهزة الطرد المركزي المتطورة "آي آر 8"، على حد قوله.
وذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن كلام روحاني جاء خلال رعايته، صباح اليوم، مراسم إزاحة الستار عن 114 إنجازاً نووياً.
وبحسب الوكالة، فقد رأى روحاني في كلمته أنه "لولا الشعب الايراني والحرس الثوري لبسطت أميركا هيمنتها الدموية والرهيبة على المنطقة".
بدوره، قلل المرشد الإيراني، علي خامنئي، من أهمية القرار، قائلا إن "الحرس في طليعة المواجهة مع العدو، ومسرحية الأميركيين لن تحقق شيئا".
وأضاف خامنئي، اليوم الثلاثاء، في لقاء مع ضباط في الحرس الثوري بمناسبة يوم "الحرس الوطني" في التقويم الإيراني، أن "الأميركيين يتصورون باطلا أنهم يخططون ضد الحرس والثورة وإيران ويمارسون مسرحية لن تصل إلى نتيجة"، وفقا للموقع الإعلامي لمكتبه.
واعتبر خامنئي أن الحرس يواجه أعداء إيران في ساحات متعددة، سياسيا وعسكريا "داخل الحدود وخارجها على بعد آلاف الكيلومترات في محيط حرم السيدة زينب (في سورية)"، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بـ"الحقد الأميركي على الحرس".
وقال إن "أربعين عاما من المؤامرات ضد الجمهورية الإسلامية قد مضت، والثورة تقدمت، وذلك دليل على عجز الأميركيين عن وقف مسيرة الشعب الإيراني"، مشددا على أن "أعداء إيران مارسوا شتى أنواع الضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية خلال أربعين عاما، وحتى عندما كانت الجمهورية الإسلامية حديثة الولادة، لم يتمكنوا من فعل شيء ضدها".
يأتي ذلك في وقت أقر فيه البرلمان الإيراني، اليوم، مشروع قانون لدعم الحرس الثوري في مواجهة الولايات المتحدة، يلزم الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية بالرد بالمثل على "الإجراءات الإرهابية للقوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط"، تطبيقا لمقررات المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وذلك بعد أن يطلب الإذن من المرشد الأعلى.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن 189 نائبا صوتوا لصالح المشروع من أصل 198 مشرعا حضروا الجلسة.
في السياق، عقد مجلس الشورى الإيراني، اليوم الثلاثاء، جلسةً مفتوحة في مقر المجلس، حيث حضر أعضاؤه بزي "الحرس الثوري"، بمناسبة "يومه الوطني" الذي يصادف في التاسع من إبريل، كما رددوا هتافات "الموت لأميركا"، بحسب ما ذكرت وكالة "إرنا".
من جهته، ندد رئيس المجلس علي لاريجاني بقرار الولايات المتحدة، واصفاً إياه بـ"ذروة الغباء والجهل".
وكان مجلس الأمن القومي الإيراني قد رد، أمس، على القرار الأميركي باعتبار الولايات المتحدة الأميركية "راعية للإرهاب"، وتصنيف القيادة المركزية الأميركية المعروفة بـ"سنتكوم" وجميع قواتها "مجموعة إرهابية".
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، قد أعلن، أمس، أن اللجنة تعمل على إعداد 14 مشروعاً لمواجهة السياسات الأميركية تجاه إيران، لتطرحها قريباً للنقاش في اجتماع للمجلس وإقرارها.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)