طالب العديد من الشخصيات والنشطاء الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، بضرورة مغادرة المؤسسات الأميركية العاملة في الأراضي الفلسطينية، احتجاجاً على سياسات الولايات المتحدة وقراراتها تجاه القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها الانحياز الأميركي لدولة الاحتلال الإسرائيلي ومنع إصدار قرار بحق الاحتلال على خلفية الأحداث التي وقعت يوم الجمعة الماضي، في قطاع غزة، وأدت لاستشهاد 17 فلسطينيا وإصابة المئات.
ونظمت القوى الوطنية والإسلامية اليوم، وقفة احتجاجية أمام البيت الأميركي بمدينة رام الله (باعتباره أحد رموز المؤسسات الأميركية العاملة في الأراضي الفلسطينية)، شارك فيها نحو عشرين شخصية وطنية ودينية ونشطاء، ورفع خلالها المشاركون لافتات ترفض الانحياز الأميركي لإسرائيل والسياسات والمواقف الأميركية ضد القضية الفلسطينية.
وأكد منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة الاحتجاجية، أن الفعاليات الاحتجاجية ضد وجود المؤسسات الأميركية والمطالبة برحيلها من على الأراضي الفلسطينية متواصلة، حيث تأتي هذه الوقفة اليوم، تعبيرا عن رفض الشعب الفلسطيني لمواقف الولايات المتحدة الأميركية المنحازة مع دولة الاحتلال والتغطية على جريمة ما جرى في قطاع غزة يوم الجمعة الماضية.
وشدد بكر على أن الولايات المتحدة تغرق باتجاه المزيد من تعميق الشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني من خلال دعمها الكامل والشراكة في دعمها الكامل للاحتلال، فيما أكد أن الشعب الفلسطيني لن يلقي راية الكفاح، وأن هذه المؤسسات الداعمة للاحتلال بكل أشكاله يجب أن ترحل عن الأرض الفلسطينية وهي غير مرحب بها في الأرض الفلسطينية.
وشدد على أن "الولايات المتحدة يجب أن تعيد النظر في سياستها ومواقفها، إذا ما أرادت أن تكون جزء من أية تسوية مستقبلية".
وفي ما يتعلق بتصعيد الفعاليات ضد هذه المؤسسات، قال بكر "نعم هنالك سلسلة من الخطوات يجري التباحث حولها بما فيها الضغط على المستوى السياسي الفلسطيني وعلى المستويات الشعبية، من أجل إلزام هذه المؤسسات بمغادرة أرضنا الفلسطينية أو تغيير سياساتها تجاه دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وإذا ما استمرت بهذه المواقف فهي غير مرغوب بها في أرضنا الفلسطينية".
بدوره، قال الناشط السياسي عمر عساف، لـ"العربي الجديد" "إن هذه الوقفة تأتي للتأكيد على رفض الوجود الأميركي في بلادنا، الأميركيون كسلطة رسمية غير مرحب بهم في فلسطين كونهم منحازون للاحتلال ومشاركون في العدوان ضد شعبنا، وآخر تلك المواقف كان حين غطت أميركا وحمت إسرائيل من قرار في مجلس الأمن جراء ما قامت به في غزة يوم الجمعة الماضي".
ونوه عساف إلى أن "هذا ليس جديدا على أميركا، ولكنه مؤشر على استمرار هذه السياسة واستمرار سياسة صفقة القرن سواء بنقل السفارة الأميركية إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو تقليص مساهمتها في تمويل الأونروا، أو تغطية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جرائمه، نحن نرفض هذه السياسة ومصرون على مواصلة النضال من أجل حقوقنا".
أما رئيس دير الروم الملكيين الكاثوليك، الأب عبد الله يوليو، فأكد لـ"العربي الجديد" أن مشاركته تأتي ضد مواقف الولايات المتحدة المنحازة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً "سنتابع مسيرتنا إلى الأمام حتى يتحقق التحرير والاستقلال".