وستسير شركة "براسلز ايرلاينز" البلجيكية أول رحلة إلى فارو بجنوب البرتغال ظهر اليوم، تليها رحلة إلى أثينا، وثالثة إلى تورينو في إيطاليا، وهي رحلات اعتبرها رئيس مجلس إدارة المطار، ارنو فيست، "مؤشر أمل يظهر عزمنا وقوتنا لتجاوز هذه المحنة وعدم الرضوخ"، بحسب ما نقلت "فرانس برس".
وأوضح فيست أن عودة الحركة، ولو بشكل طفيف، ترمز إلى رجوع الأوضاع إلى طبيعتها في المطار، الذي يعتبر من ركائز الاقتصاد البلجيكي، إذ يوفر 20 ألف وظيفة في 260 شركة.
وأكد رئيس مجلس إدارة المطار أن مطار بروكسل يعد "خطة استراتيجية لترميم قاعة المغادرة"، موضحا: "هدفنا هو التوصل إلى أقصى قدرة متاحة لحركة المغادرة في عطلة في نهاية يونيو/ حزيران وبداية يوليو/ تموز".
وابتداء من يوم غد الاثنين، سيتم توسيع العرض بصورة تدريجية ليشمل رحلات شركات أخرى ووجهات أبعد، كما يستأنف المطار استقبال رحلات قادمة إليه.
وقررت السلطات اتخاذ تدابير أمنية إضافية في ختام اجتماع طارئ للحكومة، مساء الجمعة، مع نقابات الشرطة، التي كانت تلمح إلى إمكانية الإضراب إذا لم يتم التجاوب مع مطالبها.
وقررت الحكومة، في سياق تدابيرها الاحترازية، منع الدخول إلى الشريط المخصص لتوقف السيارات التي تقل الركاب، بحيث لن يسمح سوى للركاب الحاملين لتذاكر ووثائق ثبوتية بالدخول سيرا على الأقدام من موقف للسيارات إلى الردهة المؤقتة لتسجيل الركاب، على أن يتم تفتيش حقائبهم قبل السماح لهم بالدخول.
كما تقرر عدم السماح لوسائل النقل المشترك بالوصول إلى المطار، وسيسمح للركاب بالتوجه إليه فقط في السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة.
وكان لإغلاق المطار أمام المسافرين، وإلغاء رحلات في اللحظات الأخيرة بعد الاعتداءات، تأثير كبير على القطاع السياحي، بحيث تراجعت نسبة أعداد النزلاء في الفنادق في منطقة بروكسل إلى النصف منذ 22 مارس/ آذار.
ولحقت قاعة المغادرة في مطار "زافنتم" في بروكسل خسائر كبيرة بسبب الاعتداءين الانتحاريين اللذين وقعا في 22 مارس/ آذار، وبعد ساعة أعقبهما اعتداء انتحاري ثالث في محطة مترو في العاصمة.
ولإصلاح الأضرار في قاعة المغادرة، التي تحطم زجاجها وتضررت أعمدتها ودمر سقفها، ينتظر أن تجري أشغال كثيفة لإعادة تأهيلها، وقبل أن يتم ذلك نصبت إدار المطار والسلطات البلجيكية، خلال أيام، فضاء مؤقتا عبارة عن خيم بيضاء كبيرة خارج القاعة، تتيح تسجيل حوالي 800 راكب في الساعة، أي ما يعادل ست رحلات، وهو ما يشكل 20% فقط من قدرات المطار على استقبال الركاب في الأوضاع الطبيعية.
في المقابل، عاود مترو العاصمة البلجيكية العمل بسرعة بعد الاعتداءات، ولو أن بعض المحطات لا تزال مغلقة، كما عادت الحياة إلى طبيعتها رغم الانتشار المكثف للشرطة والعسكريين في الشوارع، وعمليات البحث الحثيثة عن مشتبه بهم ما زالوا فارين.