أكدت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن مسؤولية إعادة فتح مطار صنعاء الدولي "تقع على عاتق أطراف الصراع في اليمن"، تعقيباً على دعوة التحالف العربي لها لإدارة المطار المغلق منذ أكثر من عام.
ونفى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، والذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن يكون مكتب الأمين العام للأمم المتحدة قد تسلم طلباً رسمياً من التحالف، بقيادة السعودية، لتولي مسؤولية إدارة المطار.
وأضاف "اطلعنا على تقارير إعلامية بشأن طلب التحالف العربي، ولكن من الواضح أن المسؤولية الرئيسية هنا تقع على أطراف الصراع".
وعما إذا كان لدى الأمم المتحدة أي استعداد، من الناحية المبدئية، لتولّي مسؤولية مطار صنعاء، قال المتحدث الأممي "لا يوجد لي أي علم بتلقي مكتبنا، حتى اللحظة، طلباً رسميّاً حول ذلك". واعتبر أنه "لا يمكن لأطراف النزاع أن تضع المسؤولية على عاتق الأمم المتحدة في هذا الشأن".
وأشار إلى أن "المطار ليس تحت سيطرة الأمم المتحدة، وما هو واضح أن هناك أطرافاً للصراع في اليمن، وعليهم تقع المسؤولية، من أجل التأكد من أن حياة المدنيين محمية، وهذا يتخلله السماح للطائرات بدخول ومغادرة البلاد، وبشكل خاص للطائرات الإنسانية. هذا يعني، أيضاً، السماح بمغادرة أشخاص يحتاجون لعلاج في الخارج، أو السماح للبضائع والمساعدات الإنسانية بالدخول".
وأضاف: "نحن على اتصال مع الحكومة اليمنية والتحالف من أجل المناشدة بإعادة فتح المجال الجوي في اليمن، وخاصة مطار صنعاء، وعلى وجه التحديد من أجل السماح بدخول الطائرات التي تحمل المعونات الإنسانية".
وتابع دوجاريك "أكرر أن أطراف الصراع هي المسؤولة عن تأمين وحماية المدنيين، وتمكينهم من الحصول على المساعدات الإنسانية، بما فيها عن طريق المجال الجوي والمطارات. حالياً نشجع حكومة اليمن والتحالف بأن يسمحا، على الأقل، للأشخاص المرضى بالمغادرة للعلاج، إذ لا يمكنهم الحصول على العلاج في اليمن. كذلك نرجو السماح للحالات الإنسانية بالسفر خارج اليمن، لأن ذلك من الممكن أن ينقذ حياة المدنيين".
وحول ما إذا كانت المحادثات التي عقدها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في الرياض، قد تطرقت للموضوع، قال دوجاريك "لقد عاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأردن أمس بعد زيارة دامت ثلاثة أيام، التقى خلالها بالرئيس اليمني ونائبه وسياسيين آخرين. وركزت المحادثات على ميناء الحديدة كخطوة أولى على طريق إعادة محادثات السلام، كما تناولت دفع الرواتب وإعادة فتح مطار صنعاء"، موضحاً أن "المبعوث الأممي ناشد فتح مطار صنعاء وبشكل فوري، من أجل التخفيف من معاناة اليمنيين".
إلى ذلك، رفض مصدر في ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، التابع للحوثيين وحلفائهم، ما أورده التحالف العربي بشأن "مخاوفه" على سلامة الطائرات، معلناً رفضه تسليم مطار صنعاء لأي طرف كان، مؤكداً أن "مسألة إدارة مطار صنعاء، وغيره من المطارات والمنافذ والموانئ في الجمهورية اليمنية، حق سيادي لا يمكن التخلي أو التنازل عنه".
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، بنسختها التي يديرها الحوثيون، عن المصدر، أن "ادعاء وجود مخاوف على سلامة الطائرات المدنية والرحلات التجارية المتجهة لمطار صنعاء، في حين تهبط طائرات الأمم المتحدة بالمطار كل أسبوع، والحديث عن تهريب أسلحة، أو غيرها من الادعاءات، إنما هي كاذبة لا صحة لها، ومحض افتراء".
وجاءت تصريحات دوجاريك والحوثيين وحلفائهم رداً على بيان للمتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، العقيد تركي المالكي، والذي كان قد برر إغلاق المطار منذ عام بأنه "جاء بسبب المخاوف على سلامة الطائرات المدنية والرحلات التجارية المتجهة للمطار".
وأعلن المتحدث باسم التحالف، الخميس، عن الاستعداد لفتح المطار أمام الرحلات التجارية، إذا ما تم تسليم أمن المطار إلى الأمم المتحدة لإدارته.