وحل هامون أولا بنسبة 58,65 في المائة في حين حصل فالس على نسبة 41,35 في المائة. وذلك استناداً إلى إحصاء لنتائج 60 في المائة من مكاتب التصويت.
وفور الإعلان عن هذه النتائج سارع فالس في خطاب مقتضب إلى تهنئة منافسه هامون وأعلن له دعمه في معركة الرئاسيات المقبلة، في مبادرة هدفها تخفيف حدة الخلافات التي طفت إلى السطح بين أنصاره وأنصار هامون. وتصافح المتنافسان في مقر الحزب الاشتراكي إلى جانب الأمين العام للحزب، جان كريستوف كامباديليس.
من جانبه دعا هامون إلى وحدة الصف الاشتراكي بكافة تياراته داعيا إلى دعمه في معركة الرئاسيات المقبلة.
ومن المنتظر أن يفتح هامون قناة حوار قريباً مع المرشحين اليساريين للرئاسيات، خاصة مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي يتقاسم معه الكثير من الأفكار اليسارية.
ويعكس فوز هامون الصريح في هذه الانتخابات انحياز الناخبين المتعاطفين مع الاشتراكي إلى رؤية يسارية تتشبث بالثوابت التاريخية للحزب الاشتراكي ورفضهم السياسية الواقعية والرؤية الإصلاحية والليبرالية التي دعا إليها فالس.
ونجح هامون في حسم النتيجة لصالحه بفضل قدرته على استمالة شرائح واسعة من الناخبين اليساريين، خاصة الشباب منهم. وأيضا بفضل مقترحات مبتكرة وجريئة فرضت نفسها على نقاشات الاشتراكيين مثل تقليص ساعات العمل وخلق مناصب شغل من خلال مشروع بيئي ضخم وإلغاء تجريم تعاطي الحشيش، أيضاً اقتراحه لأجر أدنى بـ 750 يورو لكل مواطن فرنسي، على الرغم من الانتقادات التي وجهها فالس والمرشحون الآخرون للرئاسيات لهذه الفكرة باعتبارها غير قابلة للتحقيق.
واستغل هامون بذكاء ورقة "الأحلام الطوباوية" اليسارية التي ما تزال تحظى بوقع إيجابي في أوساط الاشتراكيين اليساريين. حتى إن مارتين أوبري، وهي الأمينة العامة السابقة للاشتراكي ورئيسة بلدية مدينة "ليل"، اعتبرت أن فرادة هامون تكمن في أنه "منح حياة جديدة لفكرة التقدم، والتي تعني للاشتراكيين إمكانية غد أفضل وتبعث من جديد مهمة اليسار التاريخية".
وتعتبر هزيمة فالس ضربة موجعة للتيار الحكومي والإصلاحي داخل الاشتراكي. وكذلك رفضاً واضحاً للولاية الاشتراكية وخيارتها الاجتماعية والاقتصادية التي أثارت خيبة كبيرة في صفوف الاشتراكيين.
يبقى أن العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة اعتبرت أنه بغض النظر عن فوز هامون أو فالس فالمرشح الاشتراكي سيجد نفسه يحتل المرتبة الأخيرة خلال الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار المقبل، خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ومرشح اليمين المحافظ فرنسوا فيون، وأيضا وراء وزير الاقتصاد الاشتراكي السابق إمانويل ماكرون ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.
كما أن محللين اعتبروا أن فوز هامون سيدفع حتماً بقسم كبير من الناخبين الاشتراكيين ذوي النزعة الاصلاحية إلى مساندة ماكرون.