وشرعت آليات الاحتلال الثقيلة، منذ صباح اليوم، بشق طريق في منطقة المرمالة المقابلة لمستوطنة "مسكيوت" المقامة على أراضي الأغوار، والقريبة من التجمع السكاني الفلسطيني عين الحلوة، بعد أيام قليلة على وضع مستوطنين "كرفانات" في تلك المنطقة، كما عملوا على جلب ما يزيد عن 300 رأس من الأبقار، ما يعطي مؤشراً واضحاً على نيتهم إقامة بؤرة استيطانية في المكان.
وأوضح مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار معتز بشارات أن العمل يجري تحت حراسة مكثفة من جيش الاحتلال، وحضور ممثلين عن الإدارة المدنية الإسرائيلية.
وأشار بشارات إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد أيام على وضع المستوطنين عددًا من البيوت المتنقلة وخزانات المياه في المنطقة، ما يكشف عن مخطط للسيطرة على المنطقة، وإقامة بؤرة استيطانية قد يجري لاحقاً ضمها لمستوطنة "مسكيوت" القريبة، ما يعني مصادرة آلاف الدونمات.
وشدد بشارات على أن الاحتلال يسعى لفرض أمر واقع في المناطق المصنفة "ج" بشكل عام، والأغوار على وجه الخصوص، رغم أن الأراضي المستهدفة تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين يملكون أوراقاً ثبوتية.
وأكد بشارات أنه يجري العمل على متابعة الأمر قانونيًا ومخاطبة الجهات الحقوقية، من أجل استدراك الأمر ومحاولة استرداد هذه الأراضي، ومنع البناء الاستيطاني فيها.
يشار إلى أن مستوطنة مسكيوت أقيمت عام 2002 على موقع سابق لجيش الاحتلال أُنشئ في السبعينات من القرن الماضي فوق أراضي وادي المالح الفلسطينية، وكان وسيلة لإحكام السيطرة على المنطقة ومراقبة الحدود الأردنية.
وتباعاً، شهدت المستوطنة أعمال توسعة جديدة، وجرى تحويل قسم كبير من "الكرفانات" إلى بيوت جاهزة، بالتزامن مع مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
على صعيد منفصل، قال رئيس المجلس القروي في عورتا سعد فتحي عواد، لـ"العربي الجديد"، إن "مستوطنين أقدموا على تدنيس أرض قريتنا في جنح الظلام، حيث عملوا على إعطاب إطارات عدد من السيارات المتوقفة على جنبات الشوارع، أمام بيوت أصحابها وفي ساحاتها، وخطوا كتابات عنصرية على جدار المدرسة الثانوية في القرية، وعلى مدخل بيت أحد المواطنين، وكذلك رسموا نجمة داود على بوابة روضة أطفال رواد المستقبل في القرية".
وأشار فتحي عواد إلى أن السكان اكتشفوا تلك الاعتداءات، وتواصلوا فوراً مع المجلس القروي في عورتا، حيث تم إبلاغ الجهات الرسمية بما جرى.
وتتعرض قرية عورتا لاعتداءات دائمة من المستوطنين، خاصة أولئك الذين يقيمون في مستوطنة" ايتمار" المقامة على أراضيها، كما يقتحم الآلاف منهم خلال فترات زمنية محددة مسبقا المواقع الدينية والأثرية في القرية التي تضم قبوراً، بحجة أداء طقوس تلمودية، تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق آخر، استأنفت مجموعات من المستوطنين، اليوم الأحد، اقتحاماتها للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، وفق ما ذكرت مصادر صحافية.