وكشف الوثائقي الاستقصائي، الذي تم بثه ضمن برنامج "شيفرة"، الوجه الآخر لـ"دولة السعادة" المزعومة وعدد الانتهاكات التي طاولت مواطنين بريطانيين في سجون أبوظبي ودبي.
فقد عاد البريطاني ديفيد هيغ إلى بلاده عام 2014 بعد عشر سنوات من العمل في الإمارات. غير أنه تلقى اتصالا من مدير الشركة التي كان يعمل بها يطلب منه السفر إلى دبي لاستلام مستحقات نهاية الخدمة.
ويقول المدير السابق لنادي ليدز إنه توقع لقاء وزير العمل السابق أو أحد المسؤولين الكبار في مجلس الإدارة، لكنه فوجئ بأن إماراتيا يلبس قبعة بيسبول كان في انتظاره بالمطار. اقتاده الضابط إلى أحد أقسام الشرطة وهناك تعرض للضرب والتعذيب ومن ثم الاغتصاب.
وقال غاري: "لقد اغتصبوني وكسروا عظام وجهي، وحاولوا إجباري على الاعتراف بجريمة لم أرتكبها".
يتذكر هيغ عملية الصعق الكهربائي، ويؤكد أن أربعة ضباط صعقوه مراراً وتكراراً، ثم يشير إلى عظم في وجهه يقول إنه تعرض أيضا للكسر بسبب الضرب المبرح.
زوج ابنتي.. الخصم والحكم
أما غاري بلاك فبدأت قصة معاناته بزواج ابنته من ضابط إماراتي. بعيد عقد القران، قرر بلاك الانتقال، بمعية أسرته، للعيش في الإمارات طمعا في قضاء أطول وقت ممكن مع حفيدته.
يقول غاري إن حياة ابنته تحولت إلى جحيم مع الضابط الإماراتي ولم يكن هناك وسيلة سلمية لحل الخلاف، ولا سيما أن الصهر كان ذا نفوذ في الشرطة والقضاء.
وبعد معاناة، نجح غاري في العودة بعائلته إلى اسكتلندا، لكن زوج ابنته استخدم نفوذه وأصدر حُـكماً غيابياً وطلب من السلطات القضائية البريطانية ترحيل غاري بلاك لمحاكمته كمجرم في الإمارات، غير أن القضاء الاسكتلندي رفض الطلب الإماراتي.
اختفاء قسري
لم يكن يتوقع الشباب البريطاني بيلي باركلي أن إجازته في الإمارات ستتحول إلى كابوس. فقد شك أحد المصرفيين بالعملة التي يحملها فأبلغ الشرطة. وبعد التحقيق، اعتذرت له الشرطة.
وبعد سنوات، عاد باركلي لزيارة الإمارات مرة ثانية مع رفقيته وطفليه. وفي المطار، ألقي عليه القبض واختفى قسريا لعدة أيام، دون أن تعلم عنه أسرته أي شيء.
يقول باركلي إن أحداً لم يكترث به، لكن الضغط الإعلامي أجبر حكومة دبي على إخراجه مع وعده بدفع تعويض له، لكنه لم يحصل على أي شيء.
اعتقال بسبب خطأ في الترجمة
عملت لويزا وليامز سنوات في مبادرات خيرية، وجرى تكريمها أكثر من مرة من قبل السلطات ومنحت لها جوائز، ومع ذلك تعرضت لمعاملة غير إنسانية خلال فترة احتجازها.
واعتقلت لويزا بسبب خطا في ترجمة منشور وضعته لويزا على فيسبوك باللغة الإنكليزية. كان المنشور يدعو للتطوع بحملة لتوزيع الماء، لكن الترجمة العربية استبدلت كلمة تطوع بتبرع، فوجدت لويزا نفسها متهمة بجمع أموال من دون تصريح.
وعلى الرغم من أصابتها بسرطان الكلى، إلاّ أن السلطات الإماراتية رفضت السماح لها بالسفر، قبل أن ترضخ لضغوط حملات إعلامية كبيرة.
كما يروي الفليم الاستقصائي أيضا قصة ليبراغ ليبروان الذي فقد حياته في الإمارات عام 2011 وكذلك لوكاس بلومان الذي ما زال معتقلا حتى الآن في السجون الإماراتية.
وحاول "العربي العربي" التواصل مع سفارة الإمارات في لندن للرد على هذه الاتهامات، لكنه لم يتلقَ أي رد. كما لم تعلق الحكومة البريطانية على تفاصيل القصص الواردة في التحقيق واكتفت برد عام أكدت فيه متابعتها لقضايا المواطنين البريطانيين.
(العربي الجديد)