للمرة الثالثة، ألغت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار فعالياتها الحدودية الأسبوعية، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في قطاع غزة منذ جولة التصعيد الأخيرة التي أعقبت اغتيال القيادي في "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، بهاء أبو العطا.
ومنذ وقف إطلاق النار في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، الذي أعقب يومين من التصعيد في القطاع، باتت الخشية من جولة جديدة من التصعيد في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية للقطاع ولقيادات المقاومة، وإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّ عودة الهدوء عقب التصعيد لم تكن بشروط، بعكس ما أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" التي أبرزت شرط وقف الاعتداء على مسيرات العودة ضمن شروطها الثلاثة لوقف إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال.
وبالنسبة للهيئة الوطنية، فالقرار اتُخذ "ارتباطاً بالظروف الأمنية الخطيرة جداً، وفي ضوء تهديدات نتنياهو بارتكاب حماقة من خلال شنّ عدوان شامل جديد على غزة لحماية نفسه من الملاحقة على خلفية تهم الفساد". ونفت الهيئة أن يكون الإلغاء للأسبوع الثالث "مرتبطاً بأي تفاهمات"، مؤكدة أنّ المسيرات التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار 2018، لا تزال مستمرة حتى تحقيق مطالبها.
وعلى الرغم من ذلك، تشير مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى رغبة الهيئة في تغيير نمط التظاهرات الأسبوعية، وتقليص أيام الاحتجاج لتكون في المناسبات الوطنية، وذلك ضمن تغيير قواعد العمل في المسيرات لزيادة فعاليتها، وليس ارتباطاً بأي تفاهمات جديدة.
اقــرأ أيضاً
داخلياً، تخشى الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركة "حماس"، من استهداف جيش الاحتلال للمتظاهرين في المسيرات، وذهاب حركة "الجهاد الإسلامي" تحديداً للرد على هذا الخرق، ما يعني الذهاب إلى جولة تصعيد قد تتدحرج وتصل إلى حرب موسعة، في ظل محاولات نتنياهو التهرب من أزمته الداخلية وقضايا الفساد التي تلاحقه. ومنذ انتهاء التصعيد الإسرائيلي الأخير، تشهد أجواء قطاع غزة تحليقاً مكثفاً لكافة أنواع الطائرات الإسرائيلية.
وفي الأثناء، يؤكد القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، عضو الهيئة العليا للمسيرات، أحمد المدلل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، استمرار مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار باعتبارها شكلاً من أشكال المقاومة لدى الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول المدلل إن عمليات التأجيل التي حدثت ليست مرتبطة بإلغاء المسيرات، التي يجب أن يعلم الجميع أنها مستمرة ومتواصلة، وأن تَصادُف الإلغاء لثلاث مرات جاء نتيجة للظروف الأمنية الحساسة التي يعيشها القطاع في أعقاب جولة التصعيد الأخيرة. ويوضح أنّ التهديدات الإسرائيلية ما زالت قائمة على الرغم من انتهاء جولة التصعيد، مؤكداً أنّ قرار الهيئة القيادية العليا للمسيرات اتُخذ "حقناً للدم الفلسطيني مع استمرار التهديدات من نتنياهو وإمكانية أن يكون المتظاهرون فريسة للتغوّل الإسرائيلي في ظل الأزمة الداخلية وفشل نتنياهو وملاحقة قضايا الفساد له".
ويلفت المدلل إلى أنّ التأجيل مرهون فقط بالأسباب القائمة حالياً وأن المسيرات ستتواصل بطابعها الشعبي السلمي، إلى جانب استمرار انعقاد الهيئة القيادية العليا لها للتباحث في كافة التفاصيل ودراسة الموقف والظروف الأمنية القائمة.
من جهته، يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، حسام الدجني، أن يكون التأجيل المتكرر الذي حصل لفعاليات المسيرات منذ جولة التصعيد الأخيرة، مرتبطاً بوجود قرار بإنهاء مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار تدريجياً. ويقول الدجني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ما يجري مرتبط بتحليل البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية وضمن محاولات ووعي من الفصائل الفلسطينية لعدم منح نتنياهو الفرصة للهروب من واقعه السياسي المأزوم في ظل قضايا الفساد والفشل في تشكيل حكومة جديدة.
وما يجري من الفصائل حالياً خطوات إيجابية يجب أن يجري دعمها عبر الحفاظ على عدم استفادة نتنياهو من أي مواجهة قد تقع مع غزة، وعدم التسبّب بأي إحراجات لحركة "الجهاد الإسلامي" من خلال استهداف المدنيين المشاركين في مسيرات العودة والتعهد الذي قطعته على نفسها بالرد على ذلك، وفق الدجني.
ويلفت إلى أنّ الهدف الثاني من حالة الهدوء القائمة حالياً قد يكون بمثابة رسالة للوسطاء وعلى رأسهم المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف والاستخبارات المصرية والسفير القطري محمد العمادي من أجل التسريع في تنفيذ التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها في وقت سابق.
ووفقاً للدجني، فإن عملية التأجيل المتكررة لن تكون لها أي انعكاسات سلبية على المتظاهرين والمشاركين فيها، خصوصاً أنهم أبدوا انضباطاً كبيراً بالتعليمات التي كانت تصدر عن الهيئة في المرات السابقة، فضلاً عن أن الدوافع الأمنية ورغبة كل الفصائل بتحييد غزة عن حرب واسعة هو هدف يسعى له الجميع في هذه المرحلة بالذات. ويشير كذلك إلى أنّ الظرف الأمني والسياسي بالغ التعقيد حالياً وهو ما ينبغي أن يتم التعامل معه بحكمة واسعة من قبل القائمين على مسيرات العودة الكبرى وتأجيل أي فعاليات في ظل الظرف السياسي الإسرائيلي الحالي ودراسة البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية جيداً.
اقــرأ أيضاً
ومنذ وقف إطلاق النار في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، الذي أعقب يومين من التصعيد في القطاع، باتت الخشية من جولة جديدة من التصعيد في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية للقطاع ولقيادات المقاومة، وإعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّ عودة الهدوء عقب التصعيد لم تكن بشروط، بعكس ما أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" التي أبرزت شرط وقف الاعتداء على مسيرات العودة ضمن شروطها الثلاثة لوقف إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال.
وعلى الرغم من ذلك، تشير مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى رغبة الهيئة في تغيير نمط التظاهرات الأسبوعية، وتقليص أيام الاحتجاج لتكون في المناسبات الوطنية، وذلك ضمن تغيير قواعد العمل في المسيرات لزيادة فعاليتها، وليس ارتباطاً بأي تفاهمات جديدة.
داخلياً، تخشى الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركة "حماس"، من استهداف جيش الاحتلال للمتظاهرين في المسيرات، وذهاب حركة "الجهاد الإسلامي" تحديداً للرد على هذا الخرق، ما يعني الذهاب إلى جولة تصعيد قد تتدحرج وتصل إلى حرب موسعة، في ظل محاولات نتنياهو التهرب من أزمته الداخلية وقضايا الفساد التي تلاحقه. ومنذ انتهاء التصعيد الإسرائيلي الأخير، تشهد أجواء قطاع غزة تحليقاً مكثفاً لكافة أنواع الطائرات الإسرائيلية.
ويقول المدلل إن عمليات التأجيل التي حدثت ليست مرتبطة بإلغاء المسيرات، التي يجب أن يعلم الجميع أنها مستمرة ومتواصلة، وأن تَصادُف الإلغاء لثلاث مرات جاء نتيجة للظروف الأمنية الحساسة التي يعيشها القطاع في أعقاب جولة التصعيد الأخيرة. ويوضح أنّ التهديدات الإسرائيلية ما زالت قائمة على الرغم من انتهاء جولة التصعيد، مؤكداً أنّ قرار الهيئة القيادية العليا للمسيرات اتُخذ "حقناً للدم الفلسطيني مع استمرار التهديدات من نتنياهو وإمكانية أن يكون المتظاهرون فريسة للتغوّل الإسرائيلي في ظل الأزمة الداخلية وفشل نتنياهو وملاحقة قضايا الفساد له".
ويلفت المدلل إلى أنّ التأجيل مرهون فقط بالأسباب القائمة حالياً وأن المسيرات ستتواصل بطابعها الشعبي السلمي، إلى جانب استمرار انعقاد الهيئة القيادية العليا لها للتباحث في كافة التفاصيل ودراسة الموقف والظروف الأمنية القائمة.
من جهته، يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة، حسام الدجني، أن يكون التأجيل المتكرر الذي حصل لفعاليات المسيرات منذ جولة التصعيد الأخيرة، مرتبطاً بوجود قرار بإنهاء مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار تدريجياً. ويقول الدجني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ما يجري مرتبط بتحليل البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية وضمن محاولات ووعي من الفصائل الفلسطينية لعدم منح نتنياهو الفرصة للهروب من واقعه السياسي المأزوم في ظل قضايا الفساد والفشل في تشكيل حكومة جديدة.
وما يجري من الفصائل حالياً خطوات إيجابية يجب أن يجري دعمها عبر الحفاظ على عدم استفادة نتنياهو من أي مواجهة قد تقع مع غزة، وعدم التسبّب بأي إحراجات لحركة "الجهاد الإسلامي" من خلال استهداف المدنيين المشاركين في مسيرات العودة والتعهد الذي قطعته على نفسها بالرد على ذلك، وفق الدجني.
ويلفت إلى أنّ الهدف الثاني من حالة الهدوء القائمة حالياً قد يكون بمثابة رسالة للوسطاء وعلى رأسهم المبعوث الأممي نيكولاي ملادينوف والاستخبارات المصرية والسفير القطري محمد العمادي من أجل التسريع في تنفيذ التفاهمات التي جرى الاتفاق عليها في وقت سابق.
ووفقاً للدجني، فإن عملية التأجيل المتكررة لن تكون لها أي انعكاسات سلبية على المتظاهرين والمشاركين فيها، خصوصاً أنهم أبدوا انضباطاً كبيراً بالتعليمات التي كانت تصدر عن الهيئة في المرات السابقة، فضلاً عن أن الدوافع الأمنية ورغبة كل الفصائل بتحييد غزة عن حرب واسعة هو هدف يسعى له الجميع في هذه المرحلة بالذات. ويشير كذلك إلى أنّ الظرف الأمني والسياسي بالغ التعقيد حالياً وهو ما ينبغي أن يتم التعامل معه بحكمة واسعة من قبل القائمين على مسيرات العودة الكبرى وتأجيل أي فعاليات في ظل الظرف السياسي الإسرائيلي الحالي ودراسة البيئة الاستراتيجية الإسرائيلية جيداً.