وكان لافتاً غياب المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي عن مظاهرات "مصر مش للبيع" أمس، بعد ما سبق أن أعلن عزمه النزول للشارع وتقدم المسيرات الرافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، بموجب اتفاق ترسيم الحدود بين البلدين.
وفسر أحد المقربين من صباحي غيابه عن المظاهرات باستجابة الأخير لطلب قيادات التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب التحالف الشعبي الاشتراكي، والتيار الشعبي، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، بعدم النزول حتى لا يتم تحميل تلك المظاهرات أكثر مما تحمل من حيث الأهداف السياسية، بحسب تعبيره.
وأوضح المصدر: "كثير من المتربصين بالمرشح الرئاسي السابق كانوا ينتظرون نزوله بفارغ صبر حتى يتم تصدير تلك المظاهرات في الإعلام المحسوب على النظام الحالي على أن صباحي يسعى لتقديم نفسه كزعيم للمعارضة ومن ثم بديل للرئيس الحالي".
وتابع قائلا: "بعد نقاش مطول في اجتماع التيار الديمقراطي اقتنع حمدين بوجهة النظر هذه وقرر عدم النزول". وفي مقابل هذه الرواية، يؤكد مصدر آخر شديد الصلة بصباحي أن السبب الحقيقي وراء عدم نزول المرشح الرئاسي السابق هو تلقيه تحذيرات قوية من شخصيات بارزة في الدولة -رفض تسميتها- طلبت منه عدم المشاركة حتى لا يتسبب في إثارة الرأي العام أكثر من اللازم.
وأوضح المصدر: "كما أن تلك الاتصالات التي جاءته حذرته أيضا من مغبة إغضاب السعودية أكثر من اللازم، خاصة أن تلك المظاهرات ربما تحمل إساءة مباشرة ضد المملكة ونظام الحكم الحالي فيها، ووقتها سيتحمل حمدين النتائج، بشكل مباشر".
في المقابل لموقف صباحي كان هناك موقف آخر لخالد علي الذي كان بطل أحاديث مواقع التواصل الاجتماعي عقب جمعة الأرض في 15 إبريل، ومفاوضاته مع المتظاهرين والأمن في نهاية اليوم لإنهاء التظاهرة وسماح الأمن للمتظاهرين للخروج بشكل آمن من محيط نقابة الصحفيين.
كما انتظر الجميع ظهور المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي الأسبق، خالد علي، بشكل قوي في تظاهرات الأمس، إلا أنه ومع اقتراب اليوم من نهايته لم يظهر له أثر، قبل أن يخرج بعض النشطاء القريبين منه، وفي مقدمتهم عضو مجلس الشعب السابق، الناشط زياد العليمي، الذي أكد مشاركة علي في تظاهرة خرجت بمنطقة أرض اللواء في المهندسين بمحافظة الجيزة، وهي التظاهرة التي قامت قوات الأمن بفضّها فور تجمعها مباشرة باستخدام طلقات الخرطوش والغاز المسيل للدموع.
في المقابل، نفى آخرون مشاركته في تظاهرات الأمس، مؤكدين أنه لو شارك كان سيتواجد في منطقة وسط البلد أو مظاهرة الدقي، خاصة أن المظاهرات التي تم تنظيمها على أطراف العاصمة وبعيدا عن مركز الأحداث بوسط البلد.
أما المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح فلم يشارك هو الآخر بتظاهرات الأمس الرافضة للتنازل عن الجزيرتين، إلا أن الفرق يتمثل في أن رئيس حزب "مصر القوية" لم يعلن بشكل مسبق المشاركة، مكتفيا ببيان صادر عن حزبه معلنا فيه دعمه لكافة الجهود الرافضة للتنازل عن التراب المصري.