لليوم الثاني على التوالي، تواصل قيادات مسلحة بمليشيات "الحشد الشعبي" في العراق عقد لقاءات مع زعماء قبليين وممثلي عشائر في مناطق شمال وغربي العراق، وسط تأكيدات على أن تلك اللقاءات ركزت على ملفي تسليح العشائر لوقف هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي، وملف التنسيق بين العشائر والفصائل المسلحة على المستوى الأمني والسياسي.
ووفقا لمصادر قبلية في الأنبار ونينوى، غرب وشمالي العراق، فإن عددا من قادة الفصائل المسلحة بمليشيات "الحشد" عقدوا لقاءات، يومي السبت والأحد الماضيين، بمضايف عدة، قبائل في الرطبة والرمادي والقائم وحصيبة والبعاج والحضر والشرقاط، ومناطق أخرى.
وجرت بعض تلك اللقاءات مساء، واستمرت عدة ساعات، وهو ما يؤشر إلى أنها منسقة بوقت واحد ومضمون واحد، يتحدث عن التهديدات الأميركية لإيران وخطورتها على الوضع في العراق، إضافة إلى التوجه الأخير بتسليح قبائل عربية في شمال البلاد للتصدي لمخاطر هجمات تنظيم "داعش"، وضرورة التنسيق بين القبائل وتلك المليشيات أسوة بالتنسيق الحالي بين العشائر وقوات الجيش العراقي.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن زعماء المليشيات وعدوا بحل عدة مشاكل عرضتها القبائل بخصوص مناطقها، وحدوث انتهاكات وتدخلات فيها من قبل أفراد "الحشد الشعبي".
ولم يشارك في تلك اللقاءات أي ممثلين عن الحكومات المحلية في تلك المحافظات أو قوات الأمن النظامية.
في السياق الأمني ذاته، دعت السفارة الأميركية في بغداد رعاياها إلى "الالتزام باليقظة" بسبب التوترات المتصاعدة في العراق.
ونصحت السفارة، في بيان، الأميركيين بعدم التوجه إلى العراق، داعية الموجودين هناك إلى "تجنب الذهاب إلى المناطق التي عرفوا بالوجود فيها، وأن يكونوا على تواصل مع محيطهم".
وقال ضابط في وزارة الداخلية العراقية إن محيط السفارة الأميركية في بغداد، وكذلك الوفود الأميركية التي تتجول في بغداد وبقية المحافظات، شهدت زيادة ملحوظة في عدد أفراد الحمايات، مشيرا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "خشية الأميركيين من التعرض لهجمات في العراق تبدو واضحة، من خلال الاستنفار الذي تطلب تدخل قوات عراقية أحيانا لحماية الأرتال التي يوجد فيها أميركيون، والتي تزور عددا من المحافظات".
والسبت الماضي، زار مسؤول الشؤون الثقافية في سفارة الولايات المتحدة في العراق جايسون كايل محافظة الأنبار، والتقى محافظها علي فرحان الدليمي، وعددا من زعماء القبائل.
ووفقا للصفحة الرسمية للسفارة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن واشنطن تعهدت بتقديم 100 مليون دولار للنهوض بخدمات المحافظة.
وبينما تبدو مواقف الفصائل المسلحة واضحة من التهديد الأميركي لإيران، إلا أن مواقف القوى والجهات والأطراف "السنية" ما زالت غامضة.
وبعد ساعات من تداول أنباء تشير إلى دعوة رئيس الوقف السني عبد اللطيف هميم لأبناء "السنة" إلى "النفير دفاعا عن إيران"، أصدر الوقف نفيا لتلك الأنباء.
وقال الوقف السني إن "هذا الخبر كاذب وعار من الصحة مطلقا، ويهدف للتشويش على الوضع العام في العراق المستقر سياسيا وأمنيا"، مضيفا، في بيان: "نوصي أبناء محافظة الأنبار (التي يتحدر منها الهميم) والعراقيين كافة بعدم الانجرار وراء هذه الأكاذيب والإشاعات".
وتجنب البيان الإشارة إلى موقف واضح من التهديدات الأميركية ضد إيران.
يشار إلى أن عبد اللطيف الهميم يعد من أبرز رجال الدين "السنة" المقربين من إيران، بالإضافة إلى مفتي العراق مهدي الصميدعي، ورئيس جماعة علماء العراق خالد الملا.