استأنف رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، نشاطه السياسي، من مكان إقامته في العاصمة السعودية الرياض، بعد أيام على تقديم استقالته من منصبه، السبت الماضي، في وقتٍ أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن الاستقالة "غير مقبولة دستورياً".
وذكر المكتب الإعلامي للحريري، أن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تم خلاله التباحث في المستجدات السياسية. كما نقلت وسائل إعلام لبنانية أنّ الحريري كلّف عضو "كتلة المستقبل"، النائب كاظم الخير، زيارة أستراليا "لحث اللبنانيين على تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية".
من جانب آخر، سجّل رئيس مجلس النواب، نبيه بري، موقفًا لافتًا، اليوم، مع إعلانه أن "استقالة الحريري غير مقبولة دستورياً"، وذلك خلال اللقاء الأسبوعي الذي يجمعه بالنواب في ما يعرف بـ"لقاء الأربعاء النيابي".
ونقل النائب علي بزي من "كتلة التنمية والتحرير" (يرأسها بري) أن "الجميع ينتظر عودة الرئيس الحريري وأنه لا موعد لإجراء استشارات نيابية". وهي الخطوة التي تلي عملية استقالة أي رئيس حكومة، ويستند رئيس الجمهورية إليها قبل تكليف رئيس جديد لتشكيل حكومة أُخرى.
ويتلاقى موقف بري مع موقف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يواصل عقد لقاءات موسعة مع الأحزاب والكتل اللبنانية، بعد أن قرر تأجيل اتخاذ أي موقف من الاستقالة حتى عودة الحريري.
كما واصل مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، استقبال الشخصيات السياسية، وتم تسجيل مجموعة مواقف خلال اللقاءات. منها تأكيد رئيس "حزب التوحيد" الوزير السابق، وئام وهاب، التمسك بالحريري في موقع رئاسة الحكومة، ودعا في الوقت عينه إلى "الحوار بين السعودية وإيران".
بدوره، أكد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، أن "الجميع متمسك بوحدة الموقف لمعالجة ما يجري".
كذلك، دعا وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني، إلى "التعامل بروح وطنية، ومتعالية عن الطائفية والمذهبية".
وفي ظل شح المعلومات المتوافرة عن مسار الاستقالة، واصلت وسائل الإعلام المحلية تقديم تحليلات خاصة. وتستمر وسائل الإعلام المقربة من "حزب الله" بطرح علامات استفهام عن مصير الحريري وإمكانية عودته إلى لبنان. وهي تحليلات استندت بمعظمها إلى ما قيل إنه تحقيق أجراه الجيش اللبناني مع المرافق الشخصي للحريري، الذي عاد أمس الثلاثاء إلى لبنان من الرياض.