كلف المجلس الوطني الفلسطيني، ضمن قراراته في بيانه الختامي، اليوم الجمعة، اللجنة التنفيذية بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967 وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان، إضافة إلى إعلانه عن أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقية أوسلو "لم تعد قائمة".
وأكد المجلس على "وجوب تنفيذ قرار المجلس المركزي في دورتيه الأخيرتين بوقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله والتحرر من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرسها بروتوكول باريس، بما في ذلك المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الاحتلال، بما يدعم استقلال الاقتصاد الوطني ونموه"، مشدداً على ضرورة التزام اللجنة التنفيذية ومؤسسات دولة فلسطين بالمباشرة في تنفيذ ذلك.
وأعلن المجلس في ختام جلساته، عن رفض الحلول المرحلية والدولة ذات الحدود المؤقتة، ودولة غزة، ورفض إسقاط ملف القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود وغيرها تحت أي مسمى بما في ذلك ما يروج له كصفقة القرن وغيرها من الطروحات الهادفة لتغيير مرجعيات عملية السلام والالتفاف على القانون الدولي والشرعية الدولية.
وأخذ المجلس الوطني بعين الاعتبار تنصل دولة الاحتلال من جميع التزاماتها بموجب الاتفاقات المبرمة، وإنهاءها لها بالممارسة والأمر الواقع، معلنا أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو والقاهرة وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات، لم تعد قائمة.
ودان المجلس في ختام دورته، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب "غير القانوني، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والعمل على إسقاط هذا القرار".
وأكد أن علاقة الشعب الفلسطيني ودولته مع إسرائيل هي علاقة تقوم على الصراع بين شعب ودولته الواقعة تحت الاحتلال، وبين قوة الاحتلال، مبيناً أنه يدعو إلى إعادة النظر في كافة الالتزامات المتعارضة مع ذلك.
ملوح: مشاركتي اجتهاد شخصي
إلى ذلك، قال نائب الأمين العام السابق لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، عبد الرحيم ملوح: "إن مشاركتي في جلسة المجلس الوطني كانت اجتهادا شخصيا بصفتي عضوا في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وشعرت من واجبي أن أقدم رسالتي لأعضاء المجلس وأنا أغادر موقعي في هذه الهيئة".
جاء هذا في بيان صحافي تعقيبا على زيارته، يوم الأربعاء الماضي، لجلسة المجلس الوطني برام الله، في ظل مقاطعة الجبهة الشعبية للمجلس. وأوضح ملوح أن مشاركته "شخصية، ولا تمثل الجبهة التي قاطعت دورة المجلس، ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على عمق انتمائه والتزامه بالجبهة، وكذلك لا تؤثر على دعمه وإسناده لموقفها في جهودها من أجل عقد مجلس وطني توحيدي".
وأكد ملوح على مواقفه التي سجلها في رسالته التي بعث بها للمجلس الوطني أثناء انعقاده، والتي تضمنتها قرارات المجلس "بما في ذلك التأكيد على حقوق الجبهة الشعبية في المجلس الوطني واللجنة التنفيذية".
وفي ساعة مبكرة من فجر اليوم، اختتم المجلس الوطني الفلسطيني أعمال دورته الـ23 في رام الله بالضفة الغربية، والتي انطلقت مساء الإثنين الماضي، بانتخاب محمود عباس رئيساً لدولة فلسطين، وانتخاب لجنة تنفيذية ومجلس مركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.