كشف مصدر دبلوماسي ليبي، مُقرّب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أن رئيس المجلس فائز السراج طلب من السلطات السعودية خلال زيارته الرياض، التدخل من أجل وقف عرقلة اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه للتسويات السياسية، لا سيما عرقلة إعلان باريس.
وجاءت زيارة السراج إلى السعودية بعد تراجع حفتر عن المضي في تنفيذ إعلان باريس رغم موافقة غالبية الأطراف عليه.
وأوضح المصدر لـ"العربي الجديد" أنّ "السراج اختار السعودية، كونها لا تزال بعيدة عن الدعم المباشر لحفتر بخلاف مصر والإمارات، المتورطتين في دعم عسكري مباشر لمعارك حفتر في البلاد".
وكشف أنّ "السراج أبلغ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قلقه من تنامي نفوذ التيار المدخلي، وسعيه لامتلاك السلاح والتنفّذ حتى داخل العاصمة طرابلس، مطالباً إياه بالمساعدة لكفّ يد هذا التيار عن التأثير في مسارات الأحداث الحالية".
وبحسب المصدر، فقد عبّر السراج عن انزعاجه الفعلي من مواصلة حفتر وشركائه المحليين والإقليميين عرقلة أي تفاهم أو تقارب، لافتاً إلى أنّ "السراج يرغب في استثمار علاقة بن سلمان المتوترة مع السلفية المدخلية".
كما أشار إلى أن "السراج بحث بشكل جدي إمكانية تدخل السعودية لإقناع حفتر عن العدول عن إلحاق إعلان باريس بالتسويات السياسية السابقة، والتي كان مصيرها الفشل"، مبيناً أن "جميع الأطراف قدمت تنازلات من أجل مصلحة الوطن، وحده حفتر يقابلها بالتصلب والاستفزاز".
وعرض السراج خلال زيارته، وفقاً للمصدر، كلمة حفتر المسجلة التي وجهها إلى مقاتليه في درنة، وبثت عبر وسائل الإعلام قبل مباحثات الثلاثاء في باريس، كإشارة لتعاليه وعدم قبوله لأي تقارب وتفاهم، وقال "لقد كان حفتر يناقش مبادرة للحل السلمي، وكانت قواته تدك درنة بالمدفعية والطيران".
كذلك، كشف أنّ رئيس المجلس أطلع الجانب السعودي على تشكيلة حكومية جديدة تضمنت إصلاحات واسعة في وزارات حكومة الوفاق، منها منح حقائب الدفاع والخارجية ووزارات خدمية أخرى للشرق الليبي، ليتولاها من يرشحه مجلس النواب كخطوة في طريق توحيد الحكومة ومؤسسات الدولة.
وعن تعاطي الجانب السعودي مع مطالب السراج، قال المصدر إنّ "السعودية ترغب في الانخراط بشكل أكبر في الملف الليبي، لكنها غير راغبة في إعلان خلافاتها مع القاهرة حول الملف الليبي، ومساعي الأخيرة بالانفراد به بدعم فرنسي".
وقال "ما من شك أن السعودية ستنخرط في هذا الملف، لكن حضورها لن يتجاوز مساعيها لإثبات وجودها ومحاولة خلق توازن يحفظ لها مكانها كشريك".
وعقب انتهاء زيارة السراج، ذكر المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أن الطرفين اتفقا على الاتفاق على العمل المشترك لتدارك ما ضاع من فرص للبناء والتنمية، بالإضافة للاتفاق على العمل من خلال لجان مشتركة لتفعيل التعاون في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية.