وسط الأزمة المتصاعدة التي حملت نذر حرب في المنطقة، اتفقت إيران والإمارات، يوم الثلاثاء، على ضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية وضمان أمن مياه الخليج، خلال لقاء بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني، قاسم رضائي، مع قائد قوات خفر السواحل الإماراتي محمد علي مصلح الأحبابي.
وتناول اللقاء الذي جرى بإيران "سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين"، وفق ما نقلت "الأناضول" عن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) التي أبرزت صورة لهما وهما يتصافحان.
ورحب قائد قوات حرس الحدود الإيراني بالوفد الإماراتي قائلاً: "سبق لنا أن أقمنا علاقات تاريخية عريقة وفي مختلف الأصعدة والمجالات مع الإمارات، وهذه العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين".
وقال رضائي إن بلاده "تواجه على المناطق الحدودية الإيرانية الجماعات الإرهابية"، مؤكداً أن "ظاهرة التهريب تشكل معضلة كبيرة للقوات الحدودية في كلا البلدين".
وأشار إلى أنه "من شأن هذا اللقاء أن يشكل انطلاقة لبلوغ مستوى أمني جيد في هذا الخصوص، وأن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين".
وشدّد القائد الأمني الإيراني على أن "منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان ينبغي أن تعود لشعوبها، وألا نسمح لسائر الدول أن تمسّ أمننا الإقليمي".
وأضاف: "نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنوياً في طهران وأبوظبي، فضلاً عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها".
بدوره، أعرب قائد قوات خفر السواحل الإماراتي عن ترحيبه بتنمية العلاقات الحدودية بين البلدين، وفق الوكالة الإيرانية.
ونقلت الوكالة قوله: "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي نثمن إجراءاتها في هذا الخصوص".
وأكد "ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية".
وأضاف: "تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الدولية (لم يحددها)، يثير المشاكل في المنطقة، ما يستدعي تحسين العلاقات لإرساء الأمن في الخليج وبحر عمان".
ويأتي هذا اللقاء وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، والمحاولات الأميركية والأوروبية لتشكيل تحالفات بحرية عسكرية في مواجهة إيران، وتأكيد الأخيرة السعي لإيجاد تحالف بحري مضاد، وإجراء مناورات بحرية.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، أن وفداً عسكرياً إماراتياً رفيعاً وصل إلى طهران لعقد الاجتماع المشترك السادس لخفر السواحل بين البلدين. وكان الاجتماع الخامس قد عقد عام 2013، ما يثير تساؤلات حول عدم تنظيم الاجتماع السادس طيلة هذه السنوات من جهة، والأسباب التي دفعت إلى عقد دورته السادسة في هذا التوقيت الحساس في المنطقة، من جهة أخرى.
وأفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية بأنّ الخارجية الإيرانية قد ذكرت اليوم أنّه "في إطار التوافقات الحاصلة فإن وفداً مكوناً من سبعة من القادة الكبار في خفر سواحل دولة الإمارات وصل إلى طهران للمشاركة في عقد الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل بين إيران والإمارات".
وتأتي زيارة الوفود الإماراتية إلى طهران تزامناً مع سحب أبوظبي بعض قواتها العسكرية من مناطق يمنية، خلال الفترة الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول علاقة الموضوع بهذه الزيارات، وإذا ما كانت الإمارات تسعى من وراء هذه الخطوة إلى تهدئة الأمور مع إيران.
وفي هذا السياق، وفي مقابلة تلفزيونية قبل أسبوعين، لمّح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أن شيئاً ما يتحرك خلف الكواليس بين طهران وأبوظبي، قائلاً: "إن هناك مؤشرات على أن الإمارات بصدد اتخاذ سياسات جديدة في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة حكومتها".
ولا يقتصر حديث إيران على تطورات في العلاقة مع الإمارات، بل يتجاوزها ليشمل العلاقات مع السعودية أيضاً، إذ تحدث المستشار السابق في وزارة الدفاع الإيرانية أمير موسوي عن أن بلاده تلقت أخيراً رسالة من السعودية عبر سويسرا، لكنه لم يوضح فحواها، مشيراً إلى أنه "في حال رأت السعودية أن الإمارات تقترب من إيران، فهي أيضاً ستغير مواقفها".