وقال ضابط رفيع في جهاز الأمن الكردي (الأسايش)، المسؤول عن الأمن الداخلي في الإقليم، الذي يتولّى إدارته مسرور البارزاني، نجل زعيم الحزب الديمقراطي مسعود البارزاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية الاقتراع التي جرت أمس تمّت في أجواء أمنية هادئة جداً، وإنّ الإجراءات الأمنية المشددة لم تؤثر على سير العملية الانتخابية الديمقراطية"، مؤكداً أنّ "القوات الأمنية تلقت أوامر من الجهات العليا بوضع خطط للانتشار الأمني في عموم محافظات الإقليم، وخاصة في المناطق الحساسة، تحسباً لحدوث أي طارئ مع إعلان نتائج الانتخابات بشكل أولي الخلال الساعات القادمة كما هو متوقع".
وأكد الضابط أنّ "القوات أكملت خططها، وبدأت عملية الانتشار منذ انتهاء عملية التصويت مساء الأمس، وأنّ الانتشار الأمني سيستمر حتى إعلان النتائج النهائية للانتخابات، ومن ثم ننتظر الأوامر العليا بإنهاء الخطة"، مشيراً إلى أنّ "هناك مخاوف من لجوء بعض الأحزاب إلى تأجيج الشارع الكردي وتنفيذ عمليات تخريب في حال عدم حصولها على النتائج التي تطمح إليها في الانتخابات".
وأكد أنّ "التعليمات الأمنية صارمة في هذا المجال، إذ سيتم التعامل مع أي عمل تخريبي ومن أي جهة كانت، وفقاً للقانون، وضمن المسؤولية الملقاة على عاتق الأجهزة الأمنية".
ووسط أجواء من الحذر الشديد، دعا رئيس كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، قباد الطالباني، الشعب الكردي إلى "التعبير بطريقة حضارية عن فرحهم أو قلقهم إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية، وعدم اللجوء إلى العنف".
وقال الطالباني، في رسالة وجهها إلى الرأي العام الكردي، إنّ "عملية الانتخابات تمت من دون مشاكل أو عوائق كبيرة، وإنّ الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية أسهمت بالحفاظ على الأمن خلال عملية التصويت".
ودعا المواطنين إلى "الابتعاد عن اللجوء إلى العنف بعد إعلان نتائج الانتخابات، وأن يعتمدوا الأساليب الحضارية في ذلك، لأنّ استقرار الإقليم فوق كل شيء"، مشدّداً على أنه "سيواجه كل من يلجأ إلى التخريب بعقوبات قانونية شديدة".
وكان قادة من الصف الأول في الاتحاد الوطني الكردستاني قد رفضوا نتائج الانتخابات عقب إغلاق صناديق الاقتراع، مؤكدين أنّ عملية التصويت شابها تزوير وخروقات واضحة.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه عمليات العد والفرز لنتائج الانتخابات، بينما أظهرت النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان تقدماً واضحاً للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني على الأحزاب الكردية الأخرى، ما يؤشر إلى عدم تغيّر الخارطة السياسية للقوى في إقليم كردستان.
وقال مسؤول في المفوضية، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "عملية العد والفرز مستمرة منذ مساء أمس، وإنها تجرى في ظل رقابة محلية وأممية، وإنّ لدى الكيانات السياسية المختلفة مراقبين يواكبون العملية"، مبينا أن "المعطيات الأولية التي أشارت إلى تقدم الحزب الديمقراطي على بقية الأحزاب الأخرى، لا يستند إليها بشكل قطعي، إذ إنها أولية وغير نهائية".
وكانت المفوضية قد أعلنت أنّ نسب المشاركة في عملية التصويت بانتخابات برلمان كردستان، التي جرت يوم أمس، بلغت 58.58 بالمائة في أربيل، و54.90 في السليمانية، و61.87 في دهوك، و60.90 في حلبجة.
وتنافس 28 كياناً سياسياً يمثلها 773 مرشحاً، تابعين للأحزاب الكردية، وعلى رأسهم الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في انتخابات برلمان الإقليم أمس، إذ سيشكل البرلمان من 111 مقعداً، من بينها 11 مقعداً مخصصاً للأقليات الدينية والقومية، وفقاً للكوتا.