تشكل خسارة بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي الغربي صدمة قوية للنظام السوري وروسيا، اللذين كانا يخططان لأن تكون السيطرة على هذه البلدة منطلقا للتوسع شمالا وصولا إلى عقدة الطرق الدولية في سراقب.
ورأى القيادي في الجيش الحر، العقيد فاتح حسون، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "برغم خسارة أجزاء من منطقة ريف حماة الشمالي لأسباب تتعلق بطبيعة هذه المناطق وتكتيك الأرض المحروقة الذي اتبعته روسيا، واستهدافها للمراكز الطبية والبنى التحتية، فإن هذا لم يؤثر على معنويات الثوار وقدراتهم القتالية، فتم امتصاص هجوم قوات النظام وأعوانه، وتنظيم الصفوف، والاتفاق على عمل منسق بجهد جماعي للتحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية".
وأضاف حسون أن هجوم المعارضة الناجح "أثبت داخليا قدرتها على الصمود والمناورة، وأثبتت خارجيا أن الإشاعات التي كانت تروجها جهات مبغضة عن عمليات بيع ومقايضة هي مجرد افتراءات لا صحة لها ولا أساس". واستدرك قائلا: "المعركة ما زالت بين كر وفر، ولا يوجد تثبيت جغرافي لمناطقها، ولا تحديد لمحاورها بعد، ولكن يوجد إصرار على تحرير ما تمت خسارته وزيادة". وتابع "يوجد تلاحم شعبي مع قوى الثورة، كما يوجد ضامن تركي أثبت أنه لا يمكن أن يخذل من رضي بضمانته، في الوقت الذي لن تقف فيه العديد من الدول الصديقة مكتوفة الأيدي حيال استخدام "غاز الكلور السام" من قبل قوات النظام على محور الكبينة شمال اللاذقية، وسيكون لذلك عواقب كبيرة على النظام وداعميه إن تحركت كما وعدت هذه الدول".
وحول نتائج هذه التطورات في الشمال السوري على اتفاق سوتشي ومباحثات أستانة، أكد حسون، وهو عضو سابق في وفد المعارضة لمحادثات أستانة، أن روسيا والنظام هما من خرق اتفاقية سوتشي حول إدلب، ومباحثات أستانة التي نتج عنها اتفاقية خفض التصعيد، و"أعتقد أن روسيا ستعمل بشكل حثيث لتكون اتفاقية قمة سوتشي أساس ترميم ما نتج عن هذا الخرق، في حال عدم تدخل قوى دولية أخرى، لا سيما أن روسيا تحاول ذلك، لكن بعد استخدام الكيماوي من قبل النظام قد تتغير التوازنات والتفاهمات".
من جهته، كتب رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" التابع للجيش السوري الحر، مصطفى سيجري، في تغريدة له على "توتير" أن الشمال السوري " لن يعود إلى حضن الأسد، بل سيعيد كامل الوطن إلى حضن الشعب، وهذا ما فهمه الأسد وجهله الكثير منا، ومعارك اليوم كانت صفعة لكل من قال "باعوها" ولكل من طعن بالفصائل الثورية، ولكل من قال "استلام وتسليم"، ولكل من شكك بالحلفاء".
Twitter Post
|
ورأى القيادي السابق في "جيش الإسلام"، محمد مصطفى علوش، أن انتصارات حماة "أثبتت أن نظام الأسد من دون حماية روسية سيسقط في أقل من شهر"، بينما دعا القيادي السابق في "هيئة تحرير الشام"، أبو صالح طحان، إلى مواصلة القتال إلى الغاب وقلعة المضيق وما بعدها.
وقالت مصادر عسكرية إن النظام تكبد خسائر كبيرة على الصعيد البشري واللوجستي خلال المعركة التي استمرت من مساء أمس حتى الفجر، كانت الأولى بخسارته بلدة كفرنبوذة التي كانت بداية انطلاقه للسيطرة على بلدات قلعة المضيق والتوسع غرباً في سهل الغاب، وبالتالي خسر النظام خط الحماية الخلفي لقواته وبات ظهره مكشوفاً. وقد طلب النظام وروسيا مؤخرا هدنة للمحافظة على المناطق التي سيطروا عليها مؤخراً، لكن الفصائل رفضت الهدنة.
في غضون ذلك، وبعد ساعات من خسارته كفرنبودة، قصف الطيران الحربي التابع للنظام السوري قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، مستهدفا كلاً من معرة حرمة جنوب إدلب، وكفرسجنة، وكنصفرة في جبل الزاوية، والبارة، وجسر الشغور واشتبرق في الريف الغربي بعدة غارات جوية ما أدى إلى مقتل مدنيين في بلدة معرة حرمة.