أقامت القوات المسلحة الإيرانية عرضاً عسكرياً في كل من العاصمة طهران وفي بندر عباس جنوبي البلاد، صباح اليوم الأربعاء، في ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، فعرضت تجهيزات منظومة صواريخ "إس 300" والتي تسلمتها في وقت سابق من موسكو بعد تعليق الصفقة، وسنوات من الجدل حولها.
وعرضت القوات المسلحة، وللمرة الأولى، صاروخ "عماد" الباليستي بعيد المدى، والذي أعلنت البلاد عن تصنيعه محلياً، عقب توصلها لاتفاقها النووي مع السداسية الدولية، وهو ما أثار جدلاً آخر حول إمكانية نقض طهران للاتفاق الذي يمنعها من امتلاك صواريخ باليستية، قابلة لحمل رؤوس نووية، فيما نفى المسؤولون الإيرانيون صحة الأمر.
كما عرض الحرس الثوري الإيراني عدداً من المنظومات الصاروخية التي يمتلكها سواء الباليستية أو صواريخ المضادات الجوية وصواريخ بحر-بر.
إلى ذلك، أقامت القوات التابعة للحرس والجيش عرضاً في المياه الخليجية ومضيق هرمز بالقرب من بندر عباس جنوبي إيران، حيث تم اختبار زورق بحري سريع مصنع محلياً، كشف عنه الحرس قبل مدة وجيزة، بالإضافة لعرض مقاتلات جوية حلقت في سماء تلك المناطق.
وحضر عرض طهران الذي غاب عنه الرئيس حسن روحاني لتواجده في نيويورك، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة محمد باقري الذي أكد أنّ بلاده ستواصل اختباراتها ومناوراتها العسكرية وفق الجدول الزمني المحدد، متوّعداً بأنّ "إيران ستردّ على أي تهديد بشكل فوري وقاطع".
واعتبر في كلمته خلال العرض، أنه "في الوقت الذي تدعم فيه الولايات المتحدة الأميركية اسرائيل عسكرياً، يتوجّب على إيران أن تبقى جاهزة ومحصنة، ومصرّة على تطوير قدراتها العسكرية"، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ بلاده "لا تريد الدخول في حرب لكنها تعمل على رفع مستوى قوة الردع لديها لمنع اقتراب أي تهديد منها"، حسب تعبيره.
واعتبر باقري أنّ "حضور القوات الأجنبية في المنطقة هو ما يهدّد أمنها واستقرارها، في الوقت الذي لا تشكّل فيه إيران تهديداً للجيران، ولا تضع عينها أساساً على بلدان أخرى"، قائلاً كذلك إنّ "محور المقاومة استطاع صدّ الحرب المشتعلة في المنطقة"، واصفاً إياها بـ "حرب الإنابة" التي تقودها الولايات المتحدة وأطراف أخرى، بهدف دعم الإرهاب والقضاء على المقاومة في بلدان كسورية والعراق، حسب رأيه.
بدوره، توجّه قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، والذي حضر العرض العسكري في بندر عباس إلى الولايات المتحدة بالقول، إنّ "قواتها عمدت أكثر من مرة إلى القيام بتحرّكات استفزازية في المياه الخليجية"، داعياً إياها إلى توفير ثروات وأموال الأميركيين وعدم تبديدها لأجل التواجد في تلك المنطقة، معتبراً أنّ الحرس استطاع من خلال أكثر من تجربة أن يثبت قدرته على حفظ أمنها.
من جهته، قال قائد القوات البحرية التابعة للحرس علي فدوي إنّ "التهديد الأميركي الموجّه نحو إيران يأتي فقط من جهة البحر"، مشيراً إلى أنّ العرض العسكري هناك جاء لاستعراض قدرات القوات المسلحة التي اعتبر أنها "تستطيع الوقوف بوجه التهديدات".