شهدت مدينة قدسيا وبلدة الهامة الملاصقة لها، المحاصرتان، في الريف الشمالي الغربي للعاصمة السورية دمشق، اشتباكات بين الفصائل المعارضة المسيطرة عليها وقوات النظام السوري.
وأفاد ناشطون معارضون من قدسيا أن "قوات النظام حاولت، فجراً، التقدم في المدينة، تلاها قصف المنطقة بالقذائف المدفعية، واستهداف القناصة المناطق السكنية، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى".
وبحسب الناشطين فإن "النظام أغلق المعابر التي كانت مفتوحة بحسب اتفاق الهدنة، ما يعني حصار أكثر من 150 ألف مدني في قدسيا والهامة، تحت القصف".
وكان النظام قد أبرم هدنة مع قدسيا في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2015 أخرج على إثرها عشرات من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم إلى إدلب في الشمال السوري، في حين تعهّد من بقي بعدم التعرض لقواته، مقابل إدخال المواد الغذائية والحد الأدنى من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء.
وقال الناشط في قدسيا، عبدالرحمن الشامي، لـ"العربي الجديد": "لا أسباب معروفة إلى الآن حول إقدام النظام على خرق الهدنة الموقعة بينه وبين لجنة التفاوض عن قدسيا". موضحاً أن "الأخير، إلى الآن، لم يستطع أن يحرز أي تقدم يذكر على الأرض".
ورأى أن "الهجوم يندرج ضمن سياق التصعيد والابتزاز والتضييق على الفصائل المعارضة"، متوقعاً أن يطلب النظام مقابل العودة إلى اتفاق الهدنة "تهجير مجموعة جديدة من أهالي قدسيا".
في المقابل، تحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن بدء عملية عسكرية للقوات النظامية في قدسيا عبر محور معمل أدوية الديماس، وذلك لتطهير المنطقة من المسلحين المتواجدين فيها، وتوسيع نطاق الأمان بالنسبة للمناطق المجاورة، بحسب قولها.
وبررت هذه المصادر، العملية، إن النظام يعتبر الهدنة بحكم المنهارة، إثر اتهام الفصائل بارتكاب اعتداءات متكررة على حواجز القوات النظامية المحاصرة لها.
وكان حي برزة على مدخل دمشق الشرقي الشمالي، قد شهد، أيضاً، خرقاً لاتفاق الهدنة من قوات النظام التي قامت باستهدافه عبر الرشاشات الثقيلة والقناصات، إضافة إلى إغلاق المعبر ومنع المدنيين من الدخول والخروج، إضافة إلى منع دخول المواد الغذائية.
وحذّر ناشطون من أن تواجه مناطق المعارضة في دمشق وريفها، مصير داريا وأحياء حمص القديمة وحي الوعر حالياً، حيث يتم تهجير أهله تحت ذريعة وجود اتفاق هدنة إلى مناطق ريف حمص الشمالي أو إدلب.