اختتمت مساء أمس الإثنين، بموريتانيا القمة العربية الـ 27 وأعلن البيان الختامي للقمة وسط تباين بشأن مستوى نجاحها وما صدر عنها من توصيات.
وبينما تعهد الرئيس الموريتاني محمد ولد العزيز فى كلمته الختامية بمتابعة تنفيذ توصيات القمة، اتسم الشارع الموريتاني بشأنها بين من يعتبرها قمة ناجحة وآخرين يعتبرونها تكراراً للقمم الفاشلة حضوراً وتنظيماً.
البيان الختامي الذي نشرت "العربي الجديد" مسودته قبل الإعلان عنه خلا من أي جديد وكرر المواقف السابقة دون تغيير. واقتصرت القمة على يوم واحد بعد أن كان مقرراً تنظيمها في يومين، وهو قرار اتخذته الجهات التحضيرية للقمة بعد ضعف حضور القادة للقمة بحسب مصادر إعلامية موريتانية.
ولوحظ غياب أي حديث عن القوة العربية المشتركة بعد أن كانت مطروحة فى جدول الأعمال التحضيرية للقمة، فيما طلب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بتوفير الإمكانيات اللازمة للجامعة للنهوض بمهمة التدخل في الأزمات التي تشهدها الدول العربية.
بعض المراقبين الموريتانيين يتحدثون عن نجاح القمة خاصة على المستوى التنظيمي والأمني حيث لم تسجل أي أحداث أمنية، بل إن الإجراءات الأمنية التي سبقت القمة تم تخفيفها جزئياً بعد تراجع مستوى حضور القادة العرب. كما أن نجاح نواكشوط فى عدم ظهور خلافات عربية علنية أثناء القمة وصدور البيان الختامي دون اعتراضات بحد ذاته نجاح بالنظر إلى تشعب الخلافات العربية وخروجها عن النص وعلى الهواء مباشرة في العديد من القمم العربية.
كما أن مخرجات القمة تمثل الحد الأدنى من التوافق العربي ومطالبة نواكشوط بأكثر من ذلك فيه إجحاف وعدم واقعية.
إلى ذلك، تحدث عدد من المراقبين الموريتانيين عن فشل لقمة نواكشوط في أن تكون مختلفة عن القمم العربية المملة بل شهدت الترتيبات التنظيمية العديد من الخروقات. كما مُنعت وسائل الإعلام غير الرسمية من دخول مقر عقد القمة وبقيت الطواقم الإعلامية تتابع القمة من خارج القاعة مثلها مثل أي متابع عادي، وحتى بث القمة على الهواء تخللته أخطاء فنية مزعجة.
وبالرغم من ذلك يحرص الموريتانيون على التعلق بنجاح القمة لاعتبارات وطنية ويأملون في أن تشكل القمة مناسبة للتعريف بموريتانيا ووقف ما يعتبرونه أسئلة "مزعجة" من البعض حين يبدون جهلهم بموريتانيا. بل يشكك بعضهم في عروبتها وهي الشكوك التي يعزوها بعض المثقفين الموريتانيين إلى هيمنة دول المركز العربي على الحضور الإعلامي في مقابل ضعف وتهميش حضور دول الأطراف العربية.
وتأمل موريتانيا في أن تستفيد من زخم رئاستها للقمة العربية فى لعب دور في الساحة العربية وداخل أروقة الجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك. كما تأمل من خلال علاقاتها الأفريقية المتميزة أن تضمن تنسيقاً جيداً بين أفريقيا والعالم العربي.
ويتوقع أن تلقي أجواء استضافة القمة بظلالها على الحالة السياسية في موريتانيا، حتى بعد انتهائها، لجهة حصول حوار سياسي بين النظام والمعارضة بعد حالة هدوء سياسي وإعلامي متبادل طيلة أيام القمة.