وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مطار أتاتورك في مدينة إسطنبول، قبيل توجهه بزيارة رسمية إلى كازاخستان، قال أردوغان "هذا موضوع مثير للاهتمام جداً، لا يمكن التعليق على الأمر الآن في إطار حقوقي، إن الخطوة التي تم اتخاذها ضد وزير الاقتصاد التركي السابق هي خطوة ضد الجمهورية التركية بحسب تقييمي"، مضيفاً: "نحن لم نتخذ أي قرار بتطبيق عقوبات ضد إيران، نحن نأخذ من إيران قسماً مهماً من وارداتنا من الغاز والنفط، وكنا قد قلنا (للأميركيين) هذا في ذاك الوقت".
وتابع أردوغان: "هناك رائحة نتنة من وراء هذا الأمر، وكذلك كان الأمر في ما يخص رضا ضراب (رجل أعمال)، ومدير مصرف خلق الحكومي (لونت بالكان)". قبل أن يضيف: "هذا يظهر عجز الإدارة الأميركية، وهذا أيضاً إشارة لهم، من الممكن أن يكونوا دولة كبيرة ولكن أن تكون دولة عادلة هذا أمر مختلف تماماً".
وجدد الادعاء العام الأميركي، يوم أمس، للمرة الرابعة، ادعاءه باتهام كل من جاغليان وبالكان، بخرق العقوبات الأميركية واستخدام النظام المالي الأميركي للعمل باسم الحكومة الإيرانية وباقي مؤسساتها.
وبحسب لائحة الاتهام الجديدة التي تم نشرها على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأميركي، والمكونة من 53 صفحة، طالب الادعاء الأميركي بمصادرة أموال المتهمين، إذ تُشير اللائحة إلى أن أنه يحق لحكومة الولايات المتحدة الأميركية الاستيلاء على ممتلكات أخرى للمشتبه بهم، إن لم يكن العثور على الأموال والممتلكات التي استخدامها في عمليات غسل الأموال أو في حال تم بيعها لطرف ثالث.
وشملت لائحة الادعاء الأميركي، كل من رجل الأعمال التركي الإيراني المحتجز في الولايات المتحدة رضا ضراب، وجاغليان، وبالكان، ومدير بنك خلق السابق أيضا، سليمان أصلان، وأخرين.
في سياق آخر يرتبط بالتقارير الإعلامية التي تم تداولها، حول إمكانية ترشيح كل من زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، ورئيسة الوزراء السابقة، تانسو جيلر، لمنصب نائبي الرئيس التركي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2019، قال أردوغان: "هذا الأمر سابق لأوانه".
وتابع: "إننا في حوار جميل مع السيد بهجلي خلال المرحلة الحالية، وأتمنى أن يتم تعزيز هذه التعاون في المرحلة المقبلة، فهو أمر مهم لمستقبل تركيا".
ولفت إلى أنه "بينما يتم العمل على المستقبل من الممكن أن يحصل كل شيء، ولا يحق لأحد أن يضع هذا الأمر جانباً، وبينما يتم الصمت عن التحالف بين حزب المعارضة الرئيسي (حزب الشعب الجمهوري) مع قنديل (مركز حزب العمال الكردستاني)، يشعر بعضهم بعدم الارتياح من اللقاءات بين الأحزاب المحلية والوطنية في هذا البلد".
وبينما التزم كل من بهجلي وجيلر الصمت حتى الآن، أكد نائب زعيم حزب الحركة القومية، جلال أدان، يوم أمس، أن الأخبار التي تم تداولها لا تعكس الواقع وتم نشرها بنية سيئة.
يذكر أن كلاً من بهجلي وجيلر كانا قد شاركا إلى جانب أردوغان إحياء ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة في البرلمان التركي، إلى جانب كبار القيادات الحكومية، وقد أثار حينها ظهور جيلر المفاجئ كثيراً من التساؤلات، خاصة أنها اعتزلت العمل السياسي منذ عام 2002، إثر هزيمتها في الانتخابات البرلمانية، أثناء رئاستها حزب "الطريق القويم".