"الحشد" يسرّع المشاورات لتشكيل تحالف انتخابي يعزل العبادي

01 فبراير 2018
تحاول مليشيات الحشد لعزل العبادي انتخابياً (الأناضول)
+ الخط -
يبذل تحالف "الفتح" الممثل لمليشيات "الحشد الشعبي" العراقية، جهوداً كبيرة لتشكيل تحالف انتخابي واسع يستقطب الكتل الشيعية، ويكون ممثلاً عنها ويطغى على تحالف "النصر" التابع لرئيس الحكومة حيدر العبادي تمهيداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ووصل التنافس أوجّه بين التحالفين، في وقت يمارس فيه التحالف الأول ضغوطاً استطاع من خلالها، شقّ أنصار العبادي عنه وكسبهم إلى جانبه. كما يمهّد لانشقاقات أخرى تجعل من تحالف الفتح الأول في الساحة العراقية، وبديلاً للتحالف الوطني الحاكم.

وقال مسؤول سياسي مطلع، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "تحالف الفتح يخوض حوارات ومباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة مع قادة الأحزاب والتكتلات السياسية التي انسحبت أخيراً من تحالف النصر الانتخابي الذي يقوده العبادي، من أجل خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر أن تجرى في 12 مايو/أيار 2018"، مبينا أنّ "الساعات الأخيرة الماضية شهدت لقاءات مكثّفة، جمعت قيادات في (تحالف الفتح) بزعامة رئيس مليشيا بدر، النائب هادي العامري، و(تيار الحكمة) الذي يتزعمه رئيس التحالف الوطني الحاكم، عمّار الحكيم".


وأوضح السياسي نفسه أنّ "هذه الاجتماعات ناقشت إمكانية الدخول بقائمة انتخابية واحدة تنافس قائمة العبادي"، 
مؤكداً أنّ "القائمة المخطط لتشكيلها ستشمل عدداً من الأحزاب الصغيرة الأخرى، فضلاً عن برلمانيين سنة سبق أن قرروا خوض الانتخابات بالتحالف مع العبادي لكنهم انقلبوا عليه أخيراً استجابة لضغوط مورست عليهم". وأشار الى أنّ "ملامح التحالف بين القوى المنسحبة من تحالف العبادي ستتضح قريباً". كما لفت إلى أنّ "الخلافات التي تسببت بالانسحاب من تحالف العبادي، جاءت بسبب الاختلاف على تسلسلات الترشيح، إذ إنّ تحالفي الحكيم والعامري، طلبا من العبادي أن يكون لهما تسلسل رقم واحد، لكنه رفض متمسكاً بالتسلسل لنفسه، الأمر الذي أوصلهم إلى طريق مسدود، وفض الاتفاق بينهم".

وأشار السياسي العراقي إلى أنّ "تحالف العبادي يواجه عزلة كبيرة ومقاطعة من أغلب التحالفات، ولا يبدو في الأفق أنّه سينجح بالتقرب لأي طرف سياسي، بعدما فشل بالحفاظ على حلفائه".

وتسعى مليشيات "الحشد الشعبي"، عبر "الفتح"، لأن تكون التحالف المستقطب للتحالفات الأخرى، كتحالف رئيسي واسع، يحظى ويكون بديلاً للتحالف الوطني الحاكم، مستغلاً دعم الشارع الشيعي للحشد".

وقال النائب عن التحالف، عامر الفايز، في تصريح صحافي، إنّ "اندماج تحالف الفتح والنصر قبل إجراء الانتخابات أمر مستبعد"، مبيناً أنّ "الاحتمال الأكبر سيكون لصالح تشكيل تحالف سياسي يضم ائتلاف دولة القانون والفتح والنصر، وبعض الأطراف الكردية والسنية، لتكوين أغلبية سياسية، بهدف تشكيل الحكومة المقبلة". وأشار إلى أنّ "جميع التكهنات والتوقعات بشأن نتائج الانتخابات والأغلبية السياسية غير دقيقة، بسبب المتغيرات في العملية السياسية".

وكان تحالف الحكمة الذي يتزعمه عمّار الحكيم، قد أعلن أخيراً انشقاقه عن تحالف العبادي، كما انسحب عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي، فضلا عن وجود حوارات لانسحاب عدد من النواب المنضوين ضمن تحالف العبادي.

وقال تحالف الحكمة، في بيان صحافي، إنّ "زعيمه عمّار الحكيم التقى برئيس تحالف الفتح هادي العامري، وبحث معه عدداً من الملفات السياسية"، مبينا أنّ الجانبين أكدا على أهمية رص الصفوف، والعمل على تنسيق أولويات المرحلة المقبلة". وأضاف أنّ "الحكيم أكد على أهمية الانتخابات، ولا بد من المشاركة الواسعة فيها، مطالبا بالدعوة الى التنافس وفقا للبرامج الانتخابية الخدمية".

ويخوض الطرفان، تحالف "الفتح" وتحالف "النصر"، تنافساً كبيراً للحصول على أكبر عدد من الكتل السياسية، إذ أنّ التنافس بلغ ذروته بينهما، في وقت يمارس فيه رئيس تحالف النصر، هادي العامري ضغوطاً على المنتمين إلى تحالف العبادي للابتعاد عنه.

وقال القيادي في التيار المدني، فلاح الشمري، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "المنافسة بلغت ذروتها بين الطرفين، وأنّ العبادي اليوم هو الأضعف، إذ إنّ تحالف الفتح بدأ يتوسع على حسابه، متحالفاً مع المنشقين عنه، وممهدا الطريق لانشقاق آخرين وضمهم إليه".

وأكد الشمري أنّ "العبادي لم يفهم لعبة الانتخابات والمؤامرة التي حيكت ضدّه، وقد خسر الكثير، عندما تحالف مع الفتح، وخسر التحالف المدني والتيار الصدري، اللذين كانا الأقرب إليه، وفتح الباب واسعاً لخصومه، للاقتصاص منه وتشكيل تحالف يستقطب الكتل الأخرى ويطغى على تحالف العبادي".

وأشار القيادي في التيار المدني إلى أنّ "الفريق التفاوضي للعبادي لم يكن بمستوى المهمة، إذ إنّه لم يستطع جذب الأطراف السياسية، وقد يكون هذا الفريق أساساً مخترقاً من قبل خصوم العبادي"، مؤكداً أنّ "معركة التحالفات محتدمة حالياً في الساحة العراقية، وعلى ما يبدو فإنّ تحالف الفتح هو الأقوى في الساحة".

يشار إلى أنّ قادة تحالف الفتح يؤكدون في تصريحاتهم أن منصب رئيس الوزراء سيكون من نصيبهم في الدورة المقبلة وأنّه من حقهم.  

المساهمون