وشهدت مدينة أجدابيا، المعقل الرئيسي لقبيلة المغاربة، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات واسعة في صفوف معارضين قبليين لحفتر، حيث أفاد مصدر من المدينة لـ"العربي الجديد" أن عدد المعتقلين وصل إلى 12 معتقلاً.
وقال المصدر إن "حادث التفجير الذي شهده منفذ المدينة الشرقي منذ أيام، شكل فرصة مناسبة لأجهزة حفتر الأمنية لشن حملة الاعتقالات ومصادرة أسلحة وجدتها في إحدى المزارع"، لافتاً إلى أن الحراك الحالي في أجدابيا يجري تحت شعار "ملاحقة الموالين للمجموعات الإرهابية".
ووسعت أجهزة أمن حفتر من حملات اعتقالها، لتشمل خمسة مواطنين يوم السبت. وقالت صحف محلية ليبية موالية لحفتر إن الأمن اعتقل هؤلاء المواطنين على خلفية "تهجمهم على عسكريين في البوابات"، مشيرة إلى العثور على أسلحة ومخدرات بحوزتهم.
وفي هذا الإطار، لفت المصدر إلى أن "التضييق الأمني قوي في المدينة، وتتم ملاحقة كل من يشتبه في معارضته لوجود أجهزة حفتر الأمنية"، مشيراً إلى أن الحملة "تأتي بعد تزايد الامتعاض في صفوف زعامات قبلية، لاسيما المغاربة، القبيلة الكبرى في أجدابيا والتي تمتد سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي وسط البلاد". كما لفت إلى أن مقربين من حفتر عرضوا تعيين شخصيات من داخل القبيلة في مناصب بحكومة مجلس النواب، وفي مراكز أمنية في المدينة، بغية امتصاص الغضب.
من جهة أخرى، اعلنت قيادة حفتر عن زيارة قام بها إلى منطقة عين مارة، المشرفة على مدينة درنة يوم أمس، حيث التقى عددا من زعامات قبيلة منصور، التي تشكل أحد فروع قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
ومنذ ما يقارب العامين، تحاصر قوات تعرف بـ"كتيبة أولياء الدم"، المؤلفة من أبناء قبيلة منصور العبيدات بعين مارة، مدينة درنة، وتطالب بضرورة رفدها بالقوة اللازمة لاقتحام المدينة والسيطرة عليها.
وبحسب ما نشرته قوات مقربة من حفتر، فإن الأخير أكد لأهالي عين مارة أنه "لن يقبل باستمرار الوضع في درنة على ما هو عليه"، مضيفاً "منحنا المتطرفين مهلة أربع سنوات كي يسلموا سلاحهم ويحقنوا الدماء، دون جدوى". وقال "آن الأوان لغلق الملف واتخاذ قرار حاسم ضد المسيطرين على درنة".
خطاب حفتر، الذي بدت عليه المرونة للتعاطي مع مطالب مسلحي عين مارة المطالبين بسرعة اقتحام درنة، تضمن حديثاً عن الأوضاع السياسية، مؤكداً أن "تعدد الحكومات في البلاد مضيعة للوقت، ولن نقبل بالمزيد منه". وأضاف اللواء الليبي المتفاعد: "لقد منحنا فرصاً للساسة، كي يقدموا مبادراتهم ويحلوا الأزمة، دون جدوى، وما عليهم الآن سوى القبول بالانتخابات أو تفويض الجيش"، في إشارة لتفويض قواته، وهو حديث سياسي لا يتعدى حدّ سعيه لدعم شعبيته المتهاوية، باستعادة الخطابات والوعود السابقة ذاتها.