تونس: هل يستجيب نجل السبسي لدعوات إبعاده؟

23 سبتمبر 2018
خسرت عائلة السبسي الكثير(Getty)
+ الخط -
توالت دعوات إبعاد حافظ قايد السبسي، المدير التنفيذي لحركة "نداء تونس"، من قيادة الحزب، وتولت معها البيانات والاستقالات والاجتماعات أمس السبت، في ماراثونٍ، شهد تطورات لافتة، قد تحدد مصير ما تبقى من هذا الحزب الذي يتداعى يوماً بعد يوم.

وتكثفت دعوات إبعاد السبسي الابن عن دفة القيادة للحزب، في ما اعتبره مراقبون وسياسيون آخر فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وبعد استقالات نواب أمس السبت من كتلة الحزب، دعا المجلس الجهوي لحركة "نداء تونس" في المنستير بدوره إلى تخلي المدير التنفيذي للحركة حافظ قايد السبسي، ورئيس الكتلة النيابية، سفيان طوبال، عن مهامهما في المواقع القيادية، بسبب فشلهما في المحافظة على وحدة الحزب وهياكله وكتلته النيابية، مطالبين بضرورة انعقاد مؤتمر تصحيحي للحركة في أقرب وقت.

من جهتها، وفي محاولة متعثرة للحدّ من آثار الاستقالات، أعلنت قيادة الحزب عن "تعزيز الهيئة السياسية للحزب، وسدّ الشغور في داخلها". كما أعلنت عن اتخاذ قرارٍ بضمّ عدد من الشخصيات للهيئة، غير أن هذه الخطوة لم تكن موفقة، إذ سارعت بعض الأسماء المقترحة  الى رفض الانضمام للهيئة.

وأعلنت النائبة عن حركة "نداء تونس"، هالة عمران، رفضها الانضمام للهيئة، مستغربة وجود اسمها في بيان الهيئة السياسية. وأضافت عمران، في تدوينة على صفحتها في موقع "فيسبوك"، أنه "إيماناً مني بأن الأزمة التي يعيشها نداء تونس تتجاوز الهيئة السياسية والقيادة الحالية التي فشلت في تسيير الحزب منذ تأسيسها، أعلن عن اعتذاري وعدم رغبتي في الانضمام إلى الهيئة السياسية، وتشبثي بما صدر في البيان الختامي للمجلس الجهوي الموسع بالمنستير"، وهو الموقف ذاته الذي أكده القياديان في "نداء تونس"، أنيس غديرة ورضا بوعجينة.

وفي مسعىً آخر للحدّ من تداعيات الأزمة، انعقد اجتماع طارئ للكتلة النيابية التي تتآكل بسرعة لصالح الكتلة الجديدة الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، لتخرج على إثرها مواقف متباينة، بين من قال إنها دعت إلى إبعاد السبسي، وبين من نفى ذلك.

وفي هذا الصدد، نفى النائب عن حركة "نداء تونس" ورئيس لجنة الإعلام في الحزب، منجي الحرباوي، أن يكون أعضاء كتلة النداء الذين اجتمعوا أمس قد طالبوا بتغيير السبسي والقيادة الحالية للحزب، فيما أكدت النائبة فاطمة المسعدي عكس ذلك.


واعتبر الحرباوي في تصريحات صحافية، أن ما تصريح المسدي "موقف شخصي يلزمها، وليس موقف كامل أعضاء الكتلة النيابية".

وأفاد الحرباوي أن النواب طالبوا في الاجتماع، بـ"التعجيل في انطلاق أشغال لجنة إعداد وتنظيم المؤتمر، وبرصّ الصفوف ولمّ الشمل وإيقاف نزيف الاستقالات"، مشيراً إلى "وجود التزام أخلاقي لدى النواب بعدم الاستقالة مستقبلا"، حسب قوله.

أمام هذه التطورات، يبدو من الواضح أنه لم يعد هناك من مهربٍ أمام السبسي الابن سوى الاستقالة أو الابتعاد عن القيادة، في ظلّ الانهيار الذي يشهده الحزب. وبحسب بعض المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الخلاف وصل منذ فترة إلى قصر قرطاج، مرجحة أن يكون السبسي الأب قد يكون طلب من نجله الابتعاد، وأن الأخير رفض. ولكن أمام تسارع الأحداث وتهاوي الحزب والخروج الجماعي لقيادات ونواب وكوادر جهوية منه في غضون أيام، فإن المسألة أصبحت تتعلق بحياة الحزب وبتداعيات ذلك على مؤسسة الرئاسة واستقرار البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الدوائر أصبحت تبحث عن عملية إخراج لإبعاد السبسي الابن  حتى لا تظهر في صورة الانتصار الكاسح لخصم العائلة، يوسف الشاهد، في انتظار عقد مؤتمر الحزب والفصل في هذا الملف بالطريقة الديمقراطية.

ويبقى السؤال مطروحا بشأن استعداد السبسي لقبول الواقع الجديد، والتخلي عن عنادٍ قاد إلى تغيير المشهد السياسي بالكامل، وخسرت بسببه "العائلة" الكثير.