تثير سيطرة قوات البشمركة على المناطق المتنازع عليها مع الحكومة العراقية، بعد أن حرّرتها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المخاوف من أزمات جديدة في البلاد، بعد تعالي تحذيرات من إحداث تلك القوات تغييراً ديموغرافياً، بتلك المناطق وضمّها لإقليم كردستان.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني، ريبوار طه لـ"العربي الجديد"، إنّ "المناطق المتنازع عليها لا توجد فيها أيّ قوة بديلة عن البشمركة، وأن قوات الجيش العراقي تخلّت عن مسؤوليّة حمايتها، وعن مسؤوليّة تحريرها من سيطرة داعش، وتركت الجبهات مفتوحة أمام التنظيم، ليسيطر عليها ويحتلّها ويسيء معاملة أهلها".
وأشار إلى أنّ "قوات البشمركة المتواجدة هناك وجدت نفسها أمام مسؤوليّة توفير الحماية لتلك المناطق وأهلها وسد الثغرة التي تركها الجيش العراقي"، مبينا أنّ "البشمركة" قاتلت "داعش" على الرغم من ضعف تسليحها، وقدّمت أكثر من 1700 شهيد في المعارك لتحرّر تلك المناطق من سيطرة التنظيم، وتعيد الأمان إليها لينعم أهلها ومواطنوها بالاستقرار".
وأضاف "اليوم وبعد كل تلك التضحيات لا نفكّر بترك هذه المناطق مرة أخرى، وأن الشعب في هذه المناطق بكرده وعربه وكافة مكوناته هو من يريد بقاء البشمركة في تلك المناطق؛ لأنّه عرف أنّ البشمركة هي التي تحميه، واستطاعت فعلا حمايته من داعش".
وتابع "نحن نؤكد بقاء القوات في هذه المناطق، وحرصنا الدائم على أمنها وحمايتها، وأن تركنا لها أمر مستحيل، وأنّ حربنا مستمرة ضد داعش سواء في المناطق المتنازع عليها أو بأطراف كردستان والمحافظات". وأكد أن "قوات البشمركة مستمرّة بالقتال وتقديم التضحيات والوقوف بوجه داعش".
في المقابل، يرى مراقبون أن ملف المناطق التي سيطرت عليها القوات الكردية، ستكون أبرز المشاكل بين بغداد وأربيل، بعد انتهاء المعارك مع تنظيم "داعش".
وفي هذا الصدد، رأى محسن العبيدي، المحلل السياسي العراقي أن "الأكراد وأطراف أخرى تحاول استغلال الفوضى وتداخل الجبهات للحصول على مكاسب، وهذه كلها ستكون بمثابة خلق مشاكل من شأنها أن تعصف بوحدة البلاد".
وشدد على "ضرورة تمسك الأمم المتحدة بمبدأ إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل دخول داعش، وتكون بذلك هي نقطة الصفر للتأسيس على محادثات سياسية مرعية أممية، سواء بترسيم حدود الإقليم، أم تلك الحدود الداخلية بين المحافظات العراقية".
من جهته، أكد انائب التحالف الوطني، حسن الزيدي، أنّ "المناطق المتنازع عليها لم يحسم أمرها بعد؛ وأنّها ليست تابعة لكردستان حتى تتمسّك بها وترفض الانسحاب منها".
واعتبر الزيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "البشمركة ليست حريصة على أمن المواطنين بقدر حرصها على تحقيق المكتسبات الخاصة، وأنّها تعدّ انشغال القوات العراقيّة بقتال داعش بجبهات عدّة، فرصة لها لتنفيذ أجندتها الخاصّة واحتلال المناطق المتنازع عليها وضمّها إلى كردستان".
ودعا حكومة الإقليم إلى "تغيير سياستها وعدم استغلال الفرص لتنفيذ أجنداتها الخاصة على حساب البلاد".