وأكّدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني في بيان لها، رفض واستنكار الإجراءات الأميركية التي أعلن عنها ترامب، إذ قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، إن "الشرعية الدولية تتحدث عن مدينة تحت الاحتلال وهي عاصمة دولة فلسطين، ولا تتحدث عن جواز منحها للآخرين بواسطة خطاب يلقيه ترامب، هذا أمر لم يحدث في تاريخ الدول ولا في تاريخ البشرية إلا في الفترات الأشد ظلاماً".
وطالب المحمود المجتمع الدولي بالحفاظ والتمسك برؤية حل الدولتين، إمعاناً في إرساء أسس السلام في المنطقة الذي لا يمكن أن يتحقّق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، في تصريحات أشار إليها المحمود إن "الإجراءات الأميركية بشأن مدينة القدس تخرج واشنطن من رعاية عملية السلام ومن الرباعية الدولية"، موضحاً أن "تلك الإجراءات الأميركية تشجّع إسرائيل على التمسك بالاحتلال والاستمرار في سياستها الرافضة لكافة الجهود المبذولة من أجل إحياء عملية السلام التي لا تقوم إلا على أساس تطبيق رؤية حل الدولتين الذي يعني إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران".
ودعا الحمد الله إلى رصّ الصفوف واستعادة الوحدة الوطنية وتجاوز كافة العقبات مهما كانت، وذلك تلبية لما تمليه علينا المصلحة الوطنية العليا في هذا الوقت الدقيق، وتتطلبه المرحلة للوقوف بحزم وثبات أمام التحديات الخطيرة التي باتت تهدد المشروع الوطني والقضية الفلسطينية برمتها.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، في تصريح له، إن "خطاب ترامب بغاية الخطورة، وانتقال لأميركا إلى شراكة فعلية بالاحتلال، وإنهاء أي دور لها في عملية السلام"، مشيراً إلى أن "المرحلة الانتقالية قد انتهت بكل التزاماتها"، ودعا المجتمع الدولي إلى ترجمة اعترافه بدولة فلسطين دولة تحت الاحتلال.
وأكد مجدلاني على أن توحيد الصف الفلسطيني بات مطلوباً لمواجهة أميركا وإسرائيل، وعلى العالم أجمع أن يتحمل مسؤولياته تجاه الجنون السياسي الأميركي الذي سيفتح النار في المنطقة.
وشدّد على أنه "لم تعد الإدارة الأميركية مؤهلة لرعاية عملية السلام، والمطلوب موقف عربي حازم لمواجهة تداعيات القرار الأميركي وآثاره، كذلك ندعو القمة الإسلامية لاتخاذ كل القرارات التي تحفظ مكانة القدس وترفض الموقف الأميركي وأية تداعيات تنجم عنه".
أما حزب الشعب الفلسطيني، فقد أكد في بيان له أن "إعلان الإدارة الأميركية هذا القرار وإمعانها في الانحياز لدولة الاحتلال وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، يؤكد أنه لم يعد هناك أي مجال لأن تقوم أميركا بأي دور في أية عملية سلام".
في حين قالت الجبهة العربية الفلسطينية، في بيان لها، إن "إعلان ترامب لا يساوي الحبر الذي كتب فيه، فالقدس لا يحدد مصيرها إعلان ترامب أو غيره، وهي الضاربة بعروبتها في جذور التاريخ قبل نشوء دولته"، معتبرة أن الولايات المتحدة الأميركية كانت، على الدوام، حليفاً منحازاً للاحتلال ووفرت له الغطاء السياسي لمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم تعد راعياً لعملية السلام ولا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً وهي تصطف الآن في خانة العداء للشعب الفلسطيني.
ودعت الجبهة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية إلى التعبير عن غضبها في وجه المؤامرة، فيما دعت الحكومات العربية وكافة الهيئات العربية إلى اتخاذ مواقف أكثر جرأة وفاعلية في مواجهة القرار الأميركي وعدم الاكتفاء بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار، وأن يكبح المجتمع الدولي جماح ترامب وإدارته لما له من تأثير على مشاعر المسلمين والعرب في كل العالم ويشكل تحدياً صارخاً لكل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية والقانونية.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد وصفت في بيان لها إعلان ترامب بأنه إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وحقوقه، يضع الولايات المتحدة في الموقع المعادي للشعب الفلسطيني والشريك للكيان الصهيوني في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، وهو ما يتطلب التعامل معها على هذا الأساس.
واعتبرت الجبهة أن ترامب قد أطلق رصاصة الرحمة على ما يُسمى حل الدولتين ومشروع التسوية وأوهام ما يُسمى عملية السلام، داعية القيادة الفلسطينية إلى استخلاص العبر من تجربة الرهان على المفاوضات وعلى الدور الأميركي فيها وإعلان الانسحاب من اتفاقية أوسلو والتزاماتها، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني.
ودعت الجبهة جماهير الشعب الفلسطيني وقواه إلى تضافر جهودها للرد الموحد والقوي والعملي على هذا القرار، من خلال الفعل الميداني وتصعيد جذوة الحراك الشعبي المتصاعد، ودعت الجماهير العربية إلى النزول للشارع رفضاً وغضباً على هذا القرار الذي يؤكّد طبيعة الإمبريالية الأميركية الراعية الرئيسية للإرهاب الصهيوني في المنطقة، والساعية دائماً لإشعال المنطقة للحفاظ على هيمنتها.
في سياق آخر، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في بيان لها، عن تعطيل الدوام في كامل المدارس الفلسطينية ومقار الوزارة يوم غد الخميس، في ضوء التوجّه العام للقوى الوطنية والإسلامية نحو إعلان الإضراب الشامل في بعض المحافظات الفلسطينية الذي أعلن عنه تباعاً الليلة، إذ التزمت الوزارة بهذا الموقف رفضاً للقرار الأميركي نحو مدينة القدس.
وأهابت الوزارة بموظفيها والمعلمين وطلبة المدارس الثانوية والجامعات والكليات المشاركة الحاشدة في المسيرات المقرة غداً الساعة 12 في مراكز المدن.