وبحسب المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة مصطفى المجعي، فإن قوات الوفاق سيطرت على أجزاء من مناطق سوق الخميس المتاخم لمدينة ترهونة، ولا تزال في مواقعها المتقدمة في منطقة الهيرة باتجاه غريان.
وقال المجعي لـ"العربي الجديد"، إن "قواتنا قطعت طريقاً رئيسياً لإمداد قوات حفتر، كما أن سفن خفر السواحل والبحرية الليبية تراقب الساحل الليبي من سرت حتى رأس جدير، لصدّ أي تحركات أو محاولة لإيصال إمداد لقوات حفتر عبر البحر".
وتسمع منذ ليلة أمس الأربعاء، أصوات اشتباكات عنيفة في الأجزاء الجنوبية الشرقية من العاصمة، لكن المجعي أكد أنها اشتباكات حدثت إثر تقدم قوات الوفاق في محور وادي الربيع، وإجبار قوات حفتر على التراجع باتجاه الجنوب الشرقي، في خطوة لإرجاعها إلى مواقعها الأصلية في ترهونة.
وعن أوضاع المحاور صباح اليوم الخميس، قال إن "الهدوء يسود محاور القتال كافة، لكن العمليات سوف تستأنف خلال الساعات المقبلة للتقدم أكثر"، دون تحديد اتجاهها إذا ما كانت باتجاه غريان، الواقعة 90 كلم غرب العاصمة، أو ترهونة (95 كلم جنوب شرقها).
وتعدّ غريان الجبلية أهم مواقع حفتر، نظراً لكونها المنفذ الرئيسي للعاصمة إلى مدن الجبل الغربي، ولكونها ترتبط بطرقات هامّة باتجاه قاعدتي الوطية غرباً والجفرة جنوباً، بالإضافة إلى ترهونة التي انطلقت منها قوات اللواء التاسع للسيطرة على قصر بن غشير ووادي الربيع وعين زارة.
وتغيّب المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر أحمد المسماري، مساء أمس الأربعاء، عن مؤتمره اليومي لرصد الأوضاع الميدانية من جانب قوات حفتر، دون إبداء الأسباب، فيما كانت قوات الحكومة تؤكد تقدمها باتجاه المواقع الرئيسية لقوات اللواء المتقاعد في غريان وترهونة.
من جانب آخر، أعلنت مفوضية اللاجئين الأممية، أن الاعتداء على مركز إيواء المهاجرين بقصر بن غشير، الإثنين الماضي، جاء من جانب قوات حفتر، وفق شهادات المهاجرين بالمركز الذين تضرروا من الاعتداء.
وطالبت المفوضية بضرورة التحقيق في الهجوم، باعتباره "جريمة حرب".
وعلى أثر هجوم قوات حفتر على مركز إيواء المهاجرين في قصر بن غشير، دعت حكومة الوفاق المجتمع الدولي إلى إرسال فريق لتقصّي الحقائق على الأرض، ورصد الانتهاكات التي ترتكبها قوات حفتر بحق المدنيين والمهاجرين والمنشآت المدنية.
وعلى صعيد متصل، أكد الاتحاد الأوروبي موقفه الرافض للحرب الدائرة في طرابلس، مجدداً المطالبة بوقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات لاستكمال المسار السياسي.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، اليوم الخميس، إنها بحثت مع وفدين من مجلس النواب الليبي؛ الأول يترأسه فوزي النويري، والثاني يرأسه يوسف العقوري، خلال اجتماعين أمس الأربعاء، مستجدات الأوضاع في ليبيا، ومحاولة "إيجاد أرضية مشتركة بين أصحاب المصلحة الليبيين".
ويعاني مجلس النواب انقساماً كبيراً بين أعضائه، ولا سيما بعدما أعلن أكثر من 100 نائب في السادس من الشهر الجاري معارضتهم لهجوم حفتر على العاصمة طرابلس، بينما أعلن غيرهم تأييده.
وجددت البعثة دعوتها لجميع الأطراف لـ"وقف إطلاق النار والعودة للمسار السياسي"، مبينة أن الاتحاد الأوروبي لا يزال مصرّاً على موقفه من "رفض الحلّ العسكري، وحثّ جميع الأطراف على الاتفاق على وقف لإطلاق النار، والعودة إلى العملية السياسية من أجل معالجة جميع القضايا المعلقة".
وتشهد طرابلس، منذ الرابع من إبريل/ نيسان الجاري، مواجهات مسلحة بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق.