رفضت قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، اليوم الأربعاء، دعوة وجهها لها رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، بالعودة إلى طاولة التفاوض المتوقف منذ نهاية الشهر الماضي، فيما دعت نقابات المهن الطبية لوقفة احتجاجية للمطالبة بحكم مدني.
وقال القيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير، كمال بولاد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "دعوة البرهان ليس فيها جديد وبها إصرار على التفاوض مع غير قوى الحرية والتغيير"، معتبراً أن "الأمر بات عادة للمجلس العسكري إذ أن بعد كل أزمة يمر بها تأتي مطالبته بالعودة للتفاوض".
وأوضح بولاد أن "المجلس يصر على ممارسة كافة الصلاحيات الحكومية دون أية إشارات أو انتظار لخطوات تشكيل حكومة، بل يذهب أكثر في اتجاه يجعل ما قام به مجرد انقلاب أفريقي تقليدي، وليس انحيازاً للثورة الشعبية من جانبه".
واعتبر أنّ "المجلس العسكري لو كان جاداً لحدد وأقر بوضوح ما تم الاتفاق عليه مع قوى الحرية والتغيير حول تكوين مجلس الوزراء الانتقالي والبرلمان مع العمل على حل الخلاف المحدود بشأن مجلس السيادة على أن تجرى مفاوضات جادة ودون مراوغة وبروح وطنية مسؤولة، للوصول بأسرع ما يكون لتكوين حكومة انتقالية يرى فيها كل السودانيين أنفسهم لتضطلع بتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية بداية بالمصالحات الوطنية وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي الحقيقي".
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، قد وجه اليوم، في خطاب مع جمع من المهن الطبية، دعوة لقوى إعلان الحرية والتغيير للعودة لطاولة التفاوض دون شروط، لكنه أكد رفض المجلس العسكري لأي حل يقصي أي جزء من مكونات الشعب السودان.
احتجاجات غداً الخميس
في الأثناء، دعت نقابات المهن الطبية لوقفات احتجاجية، غداً الخميس، في كل أنحاء البلاد، وذلك استجابة لدعوة من تجمع المهنيين السودانيين المطالب بسلطة مدنية منذ 11 إبريل/ نيسان الماضي عقب إطاحة نظام المعزول عمر البشير.
ووقعت 16 نقابة طبية أبرزها لجنة أطباء السودان المركزية، ولجنة صيادلة السودان المركزية واللجنة المركزية للمختبرات الطبية ونقابة أطباء السودان الشرعية وتجمع التمريض السوداني، على بيان نشره تجمع المهنيين السودانيين على صفحته في "فيسبوك"، أكدت فيه أنها تخوض منذ 6 أشهر المعركة من أجل الثورة المجيدة تعرضت فيها الكوادر الطبية لصنوف من التضييق تمت مواجهتها ببسالة وأن العهد أمام الشعب السوداني بأنه لا مساومة "فيد النظام البائد ما زالت تعبث بسلاسل تحاول تكبيلنا، وتمنع عنا حرية مستحقة".
Facebook Post |
كذلك دعت مبادرة نقابة المهندسين ومركزية مهندسي قطاع الاتصالات، المهندسين بكافة قطاعاتهم وتخصصاتهم، وجموع الشعب السوداني للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، غداً الخميس، أمام برج الهيئة القومية الاتصالات بالخرطوم وذلك تنديداً بمذبحة 29 من رمضان، ومجزرة الدليج، وتأكيداً على مطالبتهم بالدولة المدنية، واحتجاجاً على قطع الإنترنت والخنق الإعلامي.
إلى ذلك، أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير عن تنظيم ندوات سياسية مفتوحة في عدد من أحياء العاصمة، وهي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام.