يصل وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، إلى القاهرة اليوم الخميس، في إطار زيارة تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، وتشمل أيضًا كلًا من قبرص واليونان.
وقالت مصادر دبلوماسية رسمية في ديوان وزارة الخارجية المصرية، إن مباحثات لودريان في القاهرة ستركز على ضرورة تفعيل وإنقاذ اتفاق باريس لحل الأزمة الليبية، مضيفة أن "فرنسا تدرك جيداً التأثير المصري في المشهد الليبي، بحكم الجوار والجغرافيا والامتدادات التاريخية بين البلدين".
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد" أن "الجانب الفرنسي يسعى جاهداً إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا، وفقاً للجدول الذي تم إعلانه في اتفاق باريس، وهو ما ترى القاهرة فيه صعوبة بالغة، وإن كانت أبدت موافقة بروتوكولية خلال الاجتماعات التي استقبلتها العاصمة الفرنسية أخيرا".
كما بيّنت أن "المباحثات الفرنسية في القاهرة مع وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ستسعى إلى الوصول لحل توافقي، بخاصة في ظل تصاعد الأحداث في المشهد الليبي من وقت لآخر"، لافتة إلى أن "فرنسا كانت ترى أن تنفيذ الاتفاق سيكون بسهولة جمع أطراف الأزمة على مائدة واحدة إلى جانب الدولة الفاعلة في الملف الليبي، قبل أن تتأكد من أن فارقاً كبيراً بين جمع تلك القيادات وتنفيذ مخرجات هذا الاجتماع على أرض الواقع، في مشهد شديد الالتباس مثل المشهد الليبي".
وأشارت إلى أن "لودريان يسعى إلى إيجاد صيغة تجمع بين التصور المصري المدعوم إماراتيا، بشأن توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة عسكرية موحدة، واستمرار المضي في العملية السياسية وخطواتها المتعلقة بالانتخابات".
وكانت مصادر ليبية ومصرية قد أكدت في وقت سابق "للعربي الجديد" أن معسكر خليفة حفتر، وداعميه الإقليميين وفي مقدمهم كل من مصر والإمارات، يرفضون فكرة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية تحت أي ظرف في ظل الأجواء الراهنة لرفضهم منح أي فرصة لمشاركة قوى الإسلام السياسي، مشددة على أن هناك خطة تقوم على توسيع النفوذ العسكري لحفتر، والسيطرة على العاصمة طرابلس الخاضعة للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق المعتمدة أمميا.
يأتي هذا في وقت يرى مسؤول ليبي بارز بمعسكر حفتر أن إجراء انتخابات جديدة سواء بدستور أو دون دستور سيكون بمثابة كارثة لليبيا، لأنها سوف تزيح عدداً كبيراً من المؤيدين للقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بحد تعبيره في إشارة لحفتر. واعتبر "أن نتائج الانتخابات حال إجرائها ستأتي بالإسلام السياسي"، مؤكدا أن" فوز شخصيات مستقلة لا تدين بالولاء للقائد العام خليفة حفتر في هذه الانتخابات يمثل خطرا على الجميع".
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أصدرت بيانا قالت خلاله إن "لودريان سيجري مباحثات بالقاهرة مع وزير الخارجية سامح شكري، لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي على رأسها الملف الليبي وجهود تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في هذا البلد، قبل نهاية العام الحالي".
يُذكر أن العاصمة الفرنسية باريس كانت قد استضافت اجتماعاً، ضم أطراف الأزمة الليبية وممثلين عن 19 دولة من دول جوار ليبية وأخرى ذات علاقة بالمشهد هناك، في 29 مايو/أيار الماضي، اتفقوا خلاله على الإعداد لقاعدة دستورية للانتخابات في تاريخ أقصاه 16 سبتمبر/أيلول المقبل، وتحديد يوم 10 ديسمبر/كانون الأول موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا.
ومثل الأطراف الليبية خلال الاجتماع كل من رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وخليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.