كانت كلمة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الجمعة، أثناء مراسم افتتاح مبنى البرلمان الأفغاني، الذي شُيّد في كابول بمساعدة هندية، مليئة بالكثير من الإيحاءات والإشارات إلى باكستان ودورها في المنطقة. وهو ما ظهر في كلمة مودي، قائلاً إن "الهند هنا في أفغانستان لمساعدة هذه البلاد، وليس للتنافس مع أحد". كما أكد أن "إحلال الأمن في أفغانستان حلم للجميع، ولكن تحقيقه يحتاج إلى منع تصدير الإرهاب إليها عبر الحدود".
ولم تكن كلمة مودي بهذا الاتجاه، بل عمد إلى إسباغ بعض الإيجابيات، بقوله إن "أفغانستان يمكنها أن تكون جسراً بين دول آسيا الوسطى ودول جنوب آسيا، ومنها الهند وباكستان، وأن المنطقة تحتاج، اقتصادياً، لأن تؤدي أفغانستان هذا الدور. من هنا يتوجب على دول المنطقة عموماً، وباكستان خصوصاً، أن تصبّ جهودها في هذا الصدد، لا سيما أن أفغانستان تحارب الإرهاب بالإنابة عن دول المنطقة بأسرها".
وتشير هذه التصريحات والإيحاءات لرئيس الوزراء الهندي، إلى إدراك نيودلهي أن إذابة جليد الخلافات بينها وبين إسلام أباد، تصبّ في مصلحتهما ومصلحة المنطقة بأسرها، تحديداً أفغانستان، التي تعاني من الحروب بالإنابة عن دول مختلفة، منها الهند وباكستان.
كما أن المنطقة تشهد الكثير من المشاريع الاقتصادية الجديدة، كمشروع "تابي"، الذي بموجبه ستصل طاقة دول آسيا الوسطى إلى باكستان والهند، عن طريق أفغانستان، ومشروع طريق "لاجورد" الذي قاد الرئيس الأفغاني أشرف غني أحمد زاي، إلى تركيا هذا الأسبوع، والذي سيربط دول جنوب آسيا بأوروبا، عن طريق أفغانستان ودول آسيا الوسطى. وستؤدي هذه المشاريع دوراً رئيسياً في حلّ الكثير من الخلافات بين دول المنطقة، لا سيما الهند وباكستان. وهو ما شدّد عليه رئيس الوزراء الهندي خلال تصريحات له في كابول، تلاقت معه مواقف المسؤولين الباكستانيين، الذين نوّهوا إلى أن هذه المشاريع ستُغيّر وضع المنطقة بأسرها. ويرى الكثير من المراقبين أنه بوسع إسلام أباد ونيودلهي التنافس للوصول إلى دول آسيا الوسطى وتركيا وأوروبا عن طريق كابول، بدلاً من الاستمرار في الحروب بالإنابة.
ويُمكن اعتبار العامل الاقتصادي من الأسباب التي قادت رئيس الوزراء الهندي إلى مدينة لاهور الباكستانية، بعد زيارته كابول، واجتماعه بنظيره الباكستاني نواز شريف. مع العلم أن زيارة مودي إلى باكستان أثارت امتعاض بعض الهنود، وهو ما تبدّى في التظاهرات التي شهدتها نيودلهي بموازاة زيارة مودي إلى لاهور. الزيارة التي استغرقت بضع ساعات، استقبلها الباكستانيون بحفاوة فائقة، كونها الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي إلى باكستان بعد عقد من الزمن.
اقرأ أيضاً: تحريك جهود سلام أفغانستان: انقسامات "طالبان" و"داعش" يضعفان الآمال
والأهم من ذلك كله، اتفاق الدولتين على استئناف حوارهما في منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل، وهو ما يكشف عنه وكيل وزارة الخارجية الباكستاني إعزاز شودري، معتبراً أن "الاجتماع بين شريف ومودي كان مثمراً للغاية، وتمّ الاتفاق على استئناف عملية الحوار لحلحلة جميع الملفات العالقة بين الجارتين".
ويضيف شودري أن "الحوار بين إسلام أباد ونيودلهي سيبدأ في منتصف يناير المقبل، على مستوى وكيلي وزارتي الخارجية في البلدين". مع العلم بأن باكستان كانت تحاول منذ أمدٍ بعيد العودة إلى الحوار مع الهند، ولكنه كان يتمّ تأجيله لأسبابٍ مختلفة، وآخر تلك الأسباب كان الخلاف بين نيودلهي وإسلام أباد، بشأن حضور القادة الانفصاليين الكشميريين جلسات الحوار، إذ كانت إسلام أباد تُصرّ على حضورهم، بينما كانت نيودلهي ترفض جعل القادة الكشميريين جزءاً من الحوار.
ومن المعلوم أن الملفات القديمة العالقة بين الدولتين، كملف إقليم كشمير، لا يُمكن حلّها في الوقت الراهن، غير أنه ثمّة ملفات جديدة ترغب كل من الهند وباكستان في إيجاد حلّ لها عبر الحوار. فعلى سبيل المثال، لا تسمح باكستان للبضائع الأفغانية أن تُنقل إلى الهند مباشرة عبر ممر واهكه، بالتالي لا يُمكن للتجار الأفغان نقل البضائع الهندية إلى أفغانستان.
في المقابل، ترفض أفغانستان نقل البضائع الباكستانية إلى دول آسيا الوسطى، بسبب عدم سماح باكستان للبضائع الأفغانية بالدخول إلى الهند. من هنا فإن كلا من الهند وباكستان وأفغانستان ترغب في حل هذه القضية لحلحلة هذا الملف، الذي سيُساهم في المشاريع الاقتصادية العديدة.
إلى ذلك، ترغب باكستان في حلّ قضية أفغانستان بفعل الضغوطات المتزايدة من قبل دول المنطقة، لا سيما الصين، التي تخشى على أمنها الداخلي ومشاريعها الاقتصادية في المنطقة، مع استمرار الوضع الأمني غير المستقرّ في أفغانستان. كما تلقي تلك الأزمة بظلالها القاتمة على أمن باكستان والمنطقة بأسرها. بالتالي ترغب باكستان في حلّ قضية أفغانستان عبر الحوار، بشرط الحفاظ على مصالحها، وعدم استخدام أحد الأراضي الأفغانية ضدها. من هنا فإن التقارب في العلاقات بين الهند وباكستان قد تكون له آثار إيجابية على مستقبل أفغانستان.
يُذكر بأن ملف المصالحة الأفغانية سيقود قائد الجيش الباكستاني، الجنرال راحيل شريف، إلى كابول، اليوم الأحد. وسيكون من أهم مطالب باكستان مقابل تعاونها في إنجاح المصالحة، ألّا يتم استخدام أراضي أفغانستان ضدها، أو بعبارة أخرى "كبح جماح نفوذ الهند". بالتالي، فإن التقارب الهندي الباكستاني، وتنافسهما على تطوير المشاريع الاقتصادية، تحديداً تلك المتعلقة بأفغانستان، بدلاً من الانخراط في الحروب بالإنابة، سيصبّ في مصلحة المنطقة عموماً، أما استمرار التوتر في العلاقات بينهما، فسيُعرقل الكثير من المشاريع الاقتصادية، وقد يساهم في دفع المنطقة نحو مستقبل مليء بحروب لا تنتهي.
ولم تكن كلمة مودي بهذا الاتجاه، بل عمد إلى إسباغ بعض الإيجابيات، بقوله إن "أفغانستان يمكنها أن تكون جسراً بين دول آسيا الوسطى ودول جنوب آسيا، ومنها الهند وباكستان، وأن المنطقة تحتاج، اقتصادياً، لأن تؤدي أفغانستان هذا الدور. من هنا يتوجب على دول المنطقة عموماً، وباكستان خصوصاً، أن تصبّ جهودها في هذا الصدد، لا سيما أن أفغانستان تحارب الإرهاب بالإنابة عن دول المنطقة بأسرها".
كما أن المنطقة تشهد الكثير من المشاريع الاقتصادية الجديدة، كمشروع "تابي"، الذي بموجبه ستصل طاقة دول آسيا الوسطى إلى باكستان والهند، عن طريق أفغانستان، ومشروع طريق "لاجورد" الذي قاد الرئيس الأفغاني أشرف غني أحمد زاي، إلى تركيا هذا الأسبوع، والذي سيربط دول جنوب آسيا بأوروبا، عن طريق أفغانستان ودول آسيا الوسطى. وستؤدي هذه المشاريع دوراً رئيسياً في حلّ الكثير من الخلافات بين دول المنطقة، لا سيما الهند وباكستان. وهو ما شدّد عليه رئيس الوزراء الهندي خلال تصريحات له في كابول، تلاقت معه مواقف المسؤولين الباكستانيين، الذين نوّهوا إلى أن هذه المشاريع ستُغيّر وضع المنطقة بأسرها. ويرى الكثير من المراقبين أنه بوسع إسلام أباد ونيودلهي التنافس للوصول إلى دول آسيا الوسطى وتركيا وأوروبا عن طريق كابول، بدلاً من الاستمرار في الحروب بالإنابة.
ويُمكن اعتبار العامل الاقتصادي من الأسباب التي قادت رئيس الوزراء الهندي إلى مدينة لاهور الباكستانية، بعد زيارته كابول، واجتماعه بنظيره الباكستاني نواز شريف. مع العلم أن زيارة مودي إلى باكستان أثارت امتعاض بعض الهنود، وهو ما تبدّى في التظاهرات التي شهدتها نيودلهي بموازاة زيارة مودي إلى لاهور. الزيارة التي استغرقت بضع ساعات، استقبلها الباكستانيون بحفاوة فائقة، كونها الأولى من نوعها لرئيس وزراء هندي إلى باكستان بعد عقد من الزمن.
اقرأ أيضاً: تحريك جهود سلام أفغانستان: انقسامات "طالبان" و"داعش" يضعفان الآمال
والأهم من ذلك كله، اتفاق الدولتين على استئناف حوارهما في منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل، وهو ما يكشف عنه وكيل وزارة الخارجية الباكستاني إعزاز شودري، معتبراً أن "الاجتماع بين شريف ومودي كان مثمراً للغاية، وتمّ الاتفاق على استئناف عملية الحوار لحلحلة جميع الملفات العالقة بين الجارتين".
ويضيف شودري أن "الحوار بين إسلام أباد ونيودلهي سيبدأ في منتصف يناير المقبل، على مستوى وكيلي وزارتي الخارجية في البلدين". مع العلم بأن باكستان كانت تحاول منذ أمدٍ بعيد العودة إلى الحوار مع الهند، ولكنه كان يتمّ تأجيله لأسبابٍ مختلفة، وآخر تلك الأسباب كان الخلاف بين نيودلهي وإسلام أباد، بشأن حضور القادة الانفصاليين الكشميريين جلسات الحوار، إذ كانت إسلام أباد تُصرّ على حضورهم، بينما كانت نيودلهي ترفض جعل القادة الكشميريين جزءاً من الحوار.
في المقابل، ترفض أفغانستان نقل البضائع الباكستانية إلى دول آسيا الوسطى، بسبب عدم سماح باكستان للبضائع الأفغانية بالدخول إلى الهند. من هنا فإن كلا من الهند وباكستان وأفغانستان ترغب في حل هذه القضية لحلحلة هذا الملف، الذي سيُساهم في المشاريع الاقتصادية العديدة.
إلى ذلك، ترغب باكستان في حلّ قضية أفغانستان بفعل الضغوطات المتزايدة من قبل دول المنطقة، لا سيما الصين، التي تخشى على أمنها الداخلي ومشاريعها الاقتصادية في المنطقة، مع استمرار الوضع الأمني غير المستقرّ في أفغانستان. كما تلقي تلك الأزمة بظلالها القاتمة على أمن باكستان والمنطقة بأسرها. بالتالي ترغب باكستان في حلّ قضية أفغانستان عبر الحوار، بشرط الحفاظ على مصالحها، وعدم استخدام أحد الأراضي الأفغانية ضدها. من هنا فإن التقارب في العلاقات بين الهند وباكستان قد تكون له آثار إيجابية على مستقبل أفغانستان.
يُذكر بأن ملف المصالحة الأفغانية سيقود قائد الجيش الباكستاني، الجنرال راحيل شريف، إلى كابول، اليوم الأحد. وسيكون من أهم مطالب باكستان مقابل تعاونها في إنجاح المصالحة، ألّا يتم استخدام أراضي أفغانستان ضدها، أو بعبارة أخرى "كبح جماح نفوذ الهند". بالتالي، فإن التقارب الهندي الباكستاني، وتنافسهما على تطوير المشاريع الاقتصادية، تحديداً تلك المتعلقة بأفغانستان، بدلاً من الانخراط في الحروب بالإنابة، سيصبّ في مصلحة المنطقة عموماً، أما استمرار التوتر في العلاقات بينهما، فسيُعرقل الكثير من المشاريع الاقتصادية، وقد يساهم في دفع المنطقة نحو مستقبل مليء بحروب لا تنتهي.
اقرأ أيضاً: لا للأدوية الباكستانيّة في أفغانستان