ينتظر أن تحضر حادثة أمزبيري على طاولة المحادثات بين رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائهما غداً، إذ سيتداولان طريقة التعامل مع "العدوانية الروسية"، فضلاً عن اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأميركي والروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي الإثنين.
وستطلب ماي خلال لقائها بترامب، في قصر تشيكرز غدا الجمعة، أن يناقش استخدام روسيا لمادة نوفيتشوك السامة للأعصاب على الأراضي البريطانية، وهو ما أدى إلى تسمم خمسة أشخاص حتى الآن في مقاطعة ويلتشر جنوبي بريطانيا، ثلاثة منهم في شهر مارس/ آذار الماضي، واثنان نهاية شهر يونيو/ حزيران.
وترغب ماي في أن يحصل ترامب على المزيد من المعلومات حول استخدام المادة السامة في بريطانيا، مما قد يساهم في تحديد مسارها في مدينتي سالزبيري وأمزبيري، وبالتالي يمنع وقوع ضحايا آخرين.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد وجهت تحذيراً لقادة دول حلف شمال الأطلسي خلال حفل عشاء أمس من "تصرفات الكرملين العدوانية"، والتي يعد الاعتداء على سيرغي سكريبال، العميل الروسي السابق، مثالاً على نيتها "تقويض ديمقراطياتنا وإلحاق الضرر بمصالحنا عبر العالم".
وشددت ماي على "ضرورة عمل التحالف معا لمواجهة تصرفات روسية الخبيثة أينما حدثت، التي تشمل أيضاً الهجمات الإلكترونية، ومواجهة شبكات التجسس التابعة للدول المعادية في دول الحلف، إضافة إلى حملة مصالح دوله خارجها".
كما أكدت على ضرورة توافق دول شمال الأطلسي، على فرض العقوبات على الدول التي تخرق قوانين الأسلحة الدولية، في إشارة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقالت ماي "يجب أن نشكل موقفاً موحداً وقوياً في تعاملنا مع روسيا، بحيث نبقي على الأمل لمستقبل أفضل، ولكننا يجب أن نكون واضحين وغير مساومين حول القضايا التي يتوجب على روسيا تغيير تصرفاتها فيها، كي يصبح هذا الأمر واقعاً. وطالما أصرت روسيا في جهودها لتقويض مصالحنا وقيمنا، فيجب علينا الاستمرار في مواجهتها ومنعها".
في المقابل، رحبت بلقاء ترامب بالرئيس الروسي، قائلة "إن هدفنا لا يزال إقامة علاقة بناءة مع موسكو. وإذا كان من المقدر لهذه العلاقة النجاح فإننا يجب أن نتفاعل معها منفردين وكتحالف".
ومن ناحية أخرى، أعلنت الشرطة البريطانية عن تحسن صحة تشارلي راولي، الضحية الثانية في حادثة أمزبيري، واستعادته لوعيه مساء أمس.
وكان راولي قد استعاد وعيه أمس في مستشفى مقاطعة سالزبيري بعد يومين من وفاة صديقته داون ستورغيس، بعد تعرضهما لمادة نوفيتشوك السامة للأعصاب، والتي يعتقد بأنها تعود للخلطة ذاتها التي كانت قد استخدمت في الاعتداء على عائلة سكريبال قبل أربعة أشهر.
وقال خبراء شرطة مكافحة الإرهاب إنهم تمكنوا أمس من إجراء محادثة بسيطة مع راولي (45 عاماً)، في سعيهم لمعرفة كيفية تعرضه لمادة نوفيتشوك، وهو ما لاتزال السلطات البريطانية تجهله حتى الآن.
وقالت الشرطة في بيان: "لقد تحدث ضباط من فريق التحقيقات لفترة وجيزة مع تشارلي، ويتطلعون لمعرفة المزيد في الأيام المقبلة، إذ يحاولون التأكد من كيفية تعرضه وداون للمادة السامة".
وأضاف البيان أن "أي تواصل بين الشرطة وتشارلي يتم بعد استشارة المستشفى وأطبائه. ولن نقدم المزيد من التعليقات حول تواصلنا معه".
وكان شقيق تشارلي، ماثيو راولي، قد تمكن من زيارته أمس. وقال في تعليق لقناة "آي تي في": "لقد استعاد وعيه، ويستطيع التحدث، ولكنه يبدو كهيكل عظمي".
وكانت منظمة الصحة العامة في إنكلترا قد أصدرت أمس أيضاً تحذيراً للأهالي في المقاطعة لضمان عدم التقاط أبنائهم لأي جسم غريب على الأرض.