بعد خروج تظاهرات مؤيدة للنظام الإيراني، ومنددة بما اعتبرتها شعارات سياسية وأعمال شغب طغت على الاحتجاجات ذات المطالب الاقتصادية في إيران، توقّع رئيس البلاد، حسن روحاني، أن يتم احتواء الأمور وعودة الهدوء إلى الشارع، مبدياً ثقته بذلك، معتبراً أن "دور قوات الشرطة التي تعاملت بعقلانية مع الأمور، فضلاً عن مناوءة الإيرانيين لأعمال الشغب، سيؤديان إلى عودة الاستقرار"، بحسب رأيه.
وفي السياق، وجهت إيران رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، احتجاجاً على الموقف الأميركي من الاحتجاجات والتدخل في شؤونها.
واتهمت إيران الإدارة الأميركية الحالية بالتدخل في شؤونها والتحريض ضد النظام في ايران والحض على العنف والشغب، منتقدة كذلك الإهانات الأميركية للإيرانيين.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أضاف روحاني أن الإيرانيين يستطيعون الاعتراض ضمن إطار القانون، مؤكداً على أن نظام بلاده "معني بتحقيق أمنهم واستقرارهم، لذا سيقف بوجه أعمال الشغب والخطوات غير القانونية".
كذلك أكّد روحاني على أهمية العلاقات الإيرانية التركية، معرباً عن أنها ستتطور بشكل كبير على الصعيد الاقتصادي خلال هذا العام، مضيفاً أن البلدين يلعبان دوراً مهماً في العديد من الملفات الإقليمية، خاصة في ما يتعلّق بمحادثات أستانة وسوتشي، وأكد أنهما سيكملان هذا الطريق حتى إعادة الاستقرار للمنطقة.
من جهته، ذكر أردوغان أن أنقرة مهتمة بعلاقاتها مع طهران، وأكد أيضاً على دورهما الإقليمي معاً. وفي تعليقه على الاحتجاجات، قال أردوغان إن تركيا تتعامل مع أمن إيران كأمنها، ويهمها أن تكون مستقرة، موضحاً أن تركيا اعتادت على طريقة التعاطي الأميركية والإسرائيلية مع أحداث من هذا القبيل، واصفاً إياها بالتدخّل في شؤون الغير، وفق ما نقله موقع الرئاسة الإيرانية عن كلا الرئيسين.
وفي سياق الاحتجاجات، ذكرت مصادر غير رسمية أن احتجاجات ليلية قد خرجت في عدة مناطق إيرانية، دون أن توضح عدد المشاركين فيها أو حتى ما إن وقعت اشتباكات خلالها، مؤكدة وجود انتشار أمني في تلك الأماكن، فيما أفادت بعض المواقع بأنها أقل زخماً من الأيام الفائتة، وهو ما زاد من توقعات بعضهم بانحسارها تدريجياً.
ومن جهة أخرى، وبعد أن أعلن رئيس محكمة بروجرد، حميد رضا أبو الحسني، عن اعتقال شخص يحمل جنسية أوروبية شارك في التظاهرات هناك، وقال إنه تدرب على يد أجهزة استخباراتية أوروبية، ذكر قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أن غالبية من ألقي القبض عليهم ممن شاركوا في الاحتجاجات تلقوا تدريبات على يد من سماهم بـ"المنافقين"، في إشارة لجماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة التي تتخذ من فرنسا مقراً لها.
وأضاف جعفري، في تصريحات صادرة عنه اليوم الأربعاء، أن الجهوزية الأمنية "هي التي أوقفت توسع رقعة الفتنة"، بحسب وصفه، مضيفاً أن "التظاهرات المؤيدة للنظام التي خرجت اليوم أنهت هذه المرحلة كما حدث في عام 2009".
واتهم كلاً من السعودية وأميركا وإسرائيل بمحاولة إثارة الاضطرابات في إيران، عبر طرق عديدة، منها "إدخال عناصر من داعش إليها، للقيام بتفجيرات وأعمال تخريبية"، مؤكداً أن "كل الأمور تحت السيطرة والمراقبة".
ورأى جعفري أنه من الضروري أن تتنبّه الحكومة إلى مطالب الشعب، وقال إن بعض الأطراف تعتقد أن بناء علاقات طيبة مع أميركا من شأنه أن يحسّن الوضع الاقتصادي، وضرب مصر كمثال، معتبراً أنها "ضحّت بكل شيء مقابل العلاقات مع أميركا"، وعرض كذلك على الحكومة أن يقدم لها مساعدة الحرس لبناء ما سماه بـ"الاقتصاد المقاوم" لتخرج من الأزمات الاقتصادية.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة صيانة الدستور، أحمد جنتي، أن "ما حصل في البلاد خلال الأيام الماضية مؤامرة خارجية ساعدتها عوامل داخلية"، وقال إن "من خرجوا بمطالبات اقتصادية هم غير راضين بالفعل عن الوضع المعيشي، لكن هناك بعض المشاركين ممن ألقوا شعارات مهينة، بل وقاموا بالتعدي على أماكن دينية"، متهماً هو الآخر أميركا وإسرائيل والسعودية بالتحريض على ضرب "النظام الإسلامي".