قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إنه يتوقع أن يقرر نظيره الأميركي، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وذلك استنادا إلى التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي، قبل أن يستدرك بالقول إنه لا يعلم ما القرار الذي سيتخذه ترامب في 12 مايو/ أيار.
وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي: "لا أعلم القرار الأميركي، لكن التحليل العقلاني لكل تصريحات الرئيس ترامب لا يقودني للاعتقاد أنه سيفعل كل شيء للبقاء في الاتفاق"، بحسب ما أوردت "رويترز".
وذكر الرئيس الفرنسي، لوسائل إعلام أميركية مع اقتراب انتهاء الزيارة التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة، أنه في الوقت الذي لا يعرف فيه على وجه الخصوص ما الذي سيقرره ترامب، فإنه يعتقد أن الرئيس الأميركي "سوف يتخلص من الاتفاق بمفرده لأسباب داخلية".
ويتعلق جزء كبير من زيارة ماكرون إلى واشنطن بالسعي للتوصل إلى "اتفاق جديد" أكثر شمولية، ويمكن أن يعالج أوجه القصور في الاتفاق الحالي الذي يصفه ترامب بأنه "الأسوأ" في التاريخ.
وأضاف ماكرون "ليس عندي معلومات خاصة" حول القرار الذي سيتخذه ترامب بخصوص الاتفاق. أنا أستمع إلى ما يقوله الرئيس ترامب، ويبدو لي أنه ليس متحمسا جدا للدفاع عنه".
وعندما سئل إن كان قرار كهذا قد يعني "فشلا شخصيا" له، شدد الرئيس الفرنسي على أن دوره "ليس محاولة إقناع الرئيس ترامب بالتخلي عن التزامات حملته الانتخابية". وقال مدافعا عن الاتفاق: "أنا أحاول أن أبرهن أن هذه الاتفاقية معقولة".
والاقتراح الذي قدمه ماكرون إلى نظيره الأميركي يتضمن المحافظة على الاتفاق الحالي كدعامة من "أربع دعائم" لاتفاق مستقبلي.
والدعائم الثلاث الباقية هي معالجة فترة ما بعد عام 2025 عندما تبطل بنود معينة متعلقة بالنشاط النووي، ثم برنامج طهران للصواريخ البالستية، وأخيرا دور طهران "المزعزع للاستقرار" في المنطقة. وأبرز ماكرون "بالنسبة إلي أعتبر هذا تقدما، وهو يجنبنا السقوط في المجهول المطلق"، مؤكدا أن اقتراحاته منسقة مع شركائه الأوروبيين و"ليست عملا أحاديا"، بحسب "فرانس برس".
وكان الرئيس الفرنسي قد أكد، خلال كلمته الأربعاء أمام الكونغرس الأميركي بغرفتيه، أن إيران ينبغي ألا تملك "أبدا" السلاح النووي، مضيفا "بالنسبة إلى إيران، هدفنا واضح. ينبغي ألا تملك أبدا السلاح النووي، لا الآن ولا بعد خمسة أعوام، ولا بعد عشرة أعوام".
وشدد على التزام باريس بالاتفاق النووي مع إيران، لأنها وقعت عليه، معلنا عن استعداده للعمل مع الولايات المتحدة على اتفاق نووي جديد.
وحث ماكرون الولايات المتحدة على "عدم الانجرار وراء سياسة إيران"، محذراً من أن يؤدي ذلك إلى حرب في الشرق الأوسط.
في المقابل، ردّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، على تصريحات ترامب، الذي جدد انتقاده لطهران واتفاقها النووي، متسائلاً "لو كان الاتفاق النووي سيئاً لهذه الدرجة، فما سبب توقيع الولايات المتحدة عليه؟"، معتبراً أنه على واشنطن أن "تسدد ديونها السابقة والناجمة عن سياسات خاطئة قبل أن تتخذ قرارات جديدة".
بدوره، قال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إنّ "خروج واشنطن من الاتفاق يعني أنه انتهى تلقائياً"، لافتاً إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية ستؤثر بهذه الطريقة على مفاوضاتها مع كوريا الشمالية، لأنها ستثبت أنها غير أهل للثقة".
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن ظريف قوله إنّ "الخيارات ستفتح أمام طهران في حال تصرفت واشنطن على تلك الشاكلة، وستصبح قادرة على العودة للتخصيب بطريقة أسرع وأعلى من تلك المحددة في نص الاتفاق".
(العربي الجديد، وكالات)