وتوافد أفواج من طلبة المدارس والجامعات إلى ساحة التحرير في بغداد، معلنين رفضهم التام لتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدين أن رئيس الوزراء الجديد متوافق مع الشروط التي حددها المتظاهرون في وقت سابق.
ومزق متظاهرون صور علاوي، بينما رفع آخرون لافتات كبيرة كتب عليها "علاوي مرفوض بأمر الشعب"، مبررين رفضهم له كونه أحد رموز السلطة، إذ سبق أن تولى منصب وزير مرتين، ونائب لدورتين.
وقال ناشطون في احتجاجات ساحة التحرير لـ"العربي الجديد" إن أنصار الصدر ما زالوا يسيطرون على بناية المطعم التركي، واستخدموا الهراوات لمنع متظاهرين يهتفون ضد علاوي من دخول المطعم، موضحين أن قوات مكافحة الشغب اعتقلت عددا من المتظاهرين في ساحة الوثبة ببغداد، وأطلقت سراحهم بعد ساعات، وأشاروا إلى تعرضهم إلى إهانات وضرب مبرح.
وألقى طلبة جامعة بغداد بيانا في ساحة التحرير، أكدوا فيه أنهم سيواصلون حضورهم من أجل "زلزلة قلاع الفاسدين، وتقديم الدعم للثوار المتعطشين للحرية"، رافضين بشكل نهائي تكليف مرشح الأحزاب محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء.
وأشار المتظاهرون إلى أنهم لن يقبلوا بأن تكون دماؤهم ثمنا لـ"استبدال دمية بدمية"، موضحين أن تظاهراتهم لن تنتهي "حتى يعود الوطن".
كما شهدت ساحات احتجاج بغداد مسيرات لمتظاهرين رددوا شعارات أكدوا من خلالها أن ساحة الحبوبي في الناصرية هي المخولة بإصدار البيانات باسم المتظاهرين بعد استيلاء أنصار الصدر على المطعم التركي "جبل أحد".
وجابت مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) مسيرات واسعة رافضة لتكليف علاوي برئاسة الوزراء، رافق ذلك قطع عدد من الجسور والشوارع الرئيسية، بينما استنجد متظاهرو ساحة الحبوبي في الناصرية مجددا بالأمم المتحدة لتخليصهم من القمع المتواصل الذي يتعرضون له من قبل السلطات العراقية والأحزاب والمليشيات.
وألقى طلبة ذي قار بيانا في ساحة الحبوبي أكدوا فيه رفضهم القاطع لمحاولات إرغامهم على الدوام من قبل بعض الأحزاب والمليشيات والمسؤولين المحليين بعد قرار رئاسة جامعة ذي قار استئناف الدوام.
وفي النجف، انتشر المئات من عناصر مليشيا "سرايا السلام" التابعة لزعيم "التيار الصدري" بعد ساعات على تغريدة للصدر دعا فيها إلى تشكيل لجان لإعادة الدوام في بغداد ومدن الجنوب، واصفا المتظاهرين الذين يقطعون الطرق بـ"الإرهابيين".
وقالت مصادر محلية إن عناصر بـ"سرايا السلام" حاولوا تفريق الاعتصام الطلابي أمام مدخل جامعة الكوفة، ما أدى إلى اشتباكهم مع المتظاهرين، موضحة أن مجموعة أخرى من المليشيا اعتدت على متظاهرين يتجمعون قرب جسر الصدر في النجف وفتحت الجسر بالقوة.
وأشارت إلى أن متظاهرين طافوا بمسيرات شوارع النجف لرفض ترشيح محمد توفيق علاوي، موضحين أنهم سيتخذون خطوات تصعيدية جديدة إذا لم يتم إلغاء هذا الترشيح.
وفي بابل، انضم آلاف الطلبة إلى تظاهرات واسعة رددت هتافات ضد علاوي والأحزاب التي جاءت به، مؤكدين أن "الشارع لن يسكت بعد اليوم".
وعبر متظاهرو كربلاء عن رفضهم للاعتداءات التي يمارسها أنصار الصدر ضد المتظاهرين، مشيرين من خلال لافتات كبيرة وهتافات رفضهم القاطع لترشح علاوي أو أي رئيس وزراء تأتي به أحزاب السلطة ومليشياتها.