بدو أنّ زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لجأ إلى الورقة الأخيرة المتاحة أمامه لحسم ملف التغيير السياسي في العراق، متسلحاً بلغة التهديد والوعيد.
وبعد مرور أسبوع على الاعتصامات التي أطلقها الصدر أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، منح الأخير رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، مهلة يوم واحد فقط لتقديم إصلاحاته وإجراء التغيير الوزاري، مهدّداً البرلمان بجعله "عبرة لمن اعتبر"، في حال عدم التصويت عليها.
وقال الصدر في رسالة وجهها إلى المتظاهرين والمعتصمين، أمس، والتي قرأها الشيخ أسعد الناصري خلال صلاة الجمعة الموحّدة، عند بوابة المنطقة الخضراء، بحضور آلاف المعتصمين، إنّه "يدعو العبادي إلى تقديم حزمة إصلاحات جديدة، غداً السبت (اليوم)، تكون مقنعة للشعب نحو تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلّة، لا وجود فيها للكتل السياسية التي تتصارع من أجل بقائها".
وأضاف الصدر، في كلمته، أنّه "في حال قدّم العبادي الإصلاحات خلال الموعد المحدّد، فإننا سندعمه ونؤيّده بصورة فاعلة أكثر وبالطرق السلميّة"، مهدّداً بالقول إنّ "المتظاهرين سيكون لهم كلام آخر في حال عدم تقديمها غداً (اليوم)". كما هدّد، "كل برلماني لن يصوّت على الإصلاحات المرضية، من خلال تحويل التظاهرات ضدّهم، وسنجعل منهم عبرة لمن اعتبر".
ودعا المتظاهرين والمعتصمين إلى "الالتزام بالسلميّة، والأوامر المركزيّة، وعدم التصرّف الفردي"، مشيراً إلى أنّ "هناك من يراهن على عدم انضباط المتظاهرين والمعتصمين، ولا أزال أراهن على تنظيمكم، طاعتكم والتزامكم بالأوامر المركزيّة".
اقرأ أيضاً: الصدر يتجاوز العبادي ويسلم الجبوري قائمة مرشحيه للحكومة الجديدة
ولغاية الآن، لم يتّضح موقف العبادي الرسمي إزاء كل ذلك، فلا يزال رئيس الحكومة يتحدّث عن الإصلاح والتغيير، وسلطة وقوة الدولة، فيما لم يبد موقفاً رسميّاً معلناً تجاه انتهاك الصدر للقانون والدستور من خلال إقامة الاعتصامات، أو لجوئه إلى التهديد والوعيد.
ويأتي هذا التضييق على العبادي من قبل الصدر، في وقت لم تقدّم فيه الكتل السياسية حتى الآن مرشحيها لحكومة التكنوقراط، فيما تعد التشكيلة الحكوميّة التي أعلن عنها الصدر وأرسلها إلى البرلمان ورئيس الحكومة، هي التشكيلة الوحيدة التي وصلت للعبادي، والتي يريد الصدر تمريرها.
وفاجأ الصدر، الأربعاء الماضي، الجميع بتسليم قائمة مرشحيه للتشكيلة الوزارية المقبلة إلى رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، داعياً رئيس الوزراء إلى عرضها على البرلمان للتصويت عليها. وانتقد مراقبون تجاوز الصدر لرئيس الحكومة، وعرض مرشحيه للحكومة الجديدة على رئيس البرلمان. من جهتها، كانت كتلة المجلس الإسلامي الأعلى قدّمت، أمس الأول الخميس، استقالات وزرائها وعلّقت حضورها في مجلس الوزراء.
في هذا السياق، يقول النائب عن تحالف القوى، محمد الكربولي، إنّ "تحالف القوى لم يقدّم حتى الآن مرشحيه للكابينة الوزارية المقبلة". ويضيف الكربولي لـ"العربي الجديد"، أنّه "لم تتضح بعد رؤية التغيير الوزاري الذي يتحدّث عنه رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي لم يحدّد حتى الآن الوزارات المشمولة بالتغيير، لتتضح الأمور ويتسنى لنا تقديم البدلاء عن وزرائنا المشمولين بالتغيير". وينتقد النائب ذاته "آليّة اختيار الوزراء التي تتم من خلال إشراف العبادي وحده"، مشيراً إلى أنّ "الآليّة ليست لاختيار حكومة تكنوقراط بقدر ما هي محاولة لإرضاء وكسب الشارع العراقي".
بدوره، يرى الخبير السياسي، عبد الوهاب السالم، أنّ "الصدر بدأ بممارسة أقوى ضغوطه والتضييق على الحكومة والبرلمان من خلال التهديد والوعيد". ويقول السالم لـ"العربي الجديد"، إنّ "مهلة اليوم الواحد التي منحها الصدر للعبادي وضعت الأخير على المحك، وهي بمثابة إنذار أخير له بالقبول بشروط الصدر كاملة، وتأكيد بأنّ لغة السلاح والعنف هي اللغة التي ستكون الحد الفاصل بين الطرفَين، في حال لم يفِ العبادي بالتزاماته للصدر". ويشير الخبير السياسي إلى أنّه "لم يبق أمام العبادي سوى تقديم التنازلات للصدر أو جرّ العراق نحو ما لا تحمد عقباه، من خلال تنفيذ الأخير لتهديداته واقتحام المنطقة الخضراء، وما يرافقها من عقبات وأعمال عنف أمام بوابات الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة".
ويعتصم الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، منذ يوم الجمعة الماضي، أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وتضع الاعتصامات حكومة العبادي على المحك، إذ تُعدّ تجربة جديدة يمر بها العبادي، واختباراً لمدى قدرته على احتواء الموقف، في وقت يسعى فيه لإحداث تغيير سياسي واستبدال الحكومة بأخرى تكنوقراط، الأمر الذي ألّب عليه كتل تحالفه الوطني، الذي يتضمّن كتلة الصدر، والتي ترى أنّ "التغيير يضرب مصالحها بالصميم".
اقرأ أيضاً: الصدر يمهل العبادي 24 ساعة لتشكيل حكومة تكنوقراط
وبعد مرور أسبوع على الاعتصامات التي أطلقها الصدر أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، منح الأخير رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، أمس الجمعة، مهلة يوم واحد فقط لتقديم إصلاحاته وإجراء التغيير الوزاري، مهدّداً البرلمان بجعله "عبرة لمن اعتبر"، في حال عدم التصويت عليها.
وقال الصدر في رسالة وجهها إلى المتظاهرين والمعتصمين، أمس، والتي قرأها الشيخ أسعد الناصري خلال صلاة الجمعة الموحّدة، عند بوابة المنطقة الخضراء، بحضور آلاف المعتصمين، إنّه "يدعو العبادي إلى تقديم حزمة إصلاحات جديدة، غداً السبت (اليوم)، تكون مقنعة للشعب نحو تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلّة، لا وجود فيها للكتل السياسية التي تتصارع من أجل بقائها".
وأضاف الصدر، في كلمته، أنّه "في حال قدّم العبادي الإصلاحات خلال الموعد المحدّد، فإننا سندعمه ونؤيّده بصورة فاعلة أكثر وبالطرق السلميّة"، مهدّداً بالقول إنّ "المتظاهرين سيكون لهم كلام آخر في حال عدم تقديمها غداً (اليوم)". كما هدّد، "كل برلماني لن يصوّت على الإصلاحات المرضية، من خلال تحويل التظاهرات ضدّهم، وسنجعل منهم عبرة لمن اعتبر".
ودعا المتظاهرين والمعتصمين إلى "الالتزام بالسلميّة، والأوامر المركزيّة، وعدم التصرّف الفردي"، مشيراً إلى أنّ "هناك من يراهن على عدم انضباط المتظاهرين والمعتصمين، ولا أزال أراهن على تنظيمكم، طاعتكم والتزامكم بالأوامر المركزيّة".
اقرأ أيضاً: الصدر يتجاوز العبادي ويسلم الجبوري قائمة مرشحيه للحكومة الجديدة
ويأتي هذا التضييق على العبادي من قبل الصدر، في وقت لم تقدّم فيه الكتل السياسية حتى الآن مرشحيها لحكومة التكنوقراط، فيما تعد التشكيلة الحكوميّة التي أعلن عنها الصدر وأرسلها إلى البرلمان ورئيس الحكومة، هي التشكيلة الوحيدة التي وصلت للعبادي، والتي يريد الصدر تمريرها.
وفاجأ الصدر، الأربعاء الماضي، الجميع بتسليم قائمة مرشحيه للتشكيلة الوزارية المقبلة إلى رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، داعياً رئيس الوزراء إلى عرضها على البرلمان للتصويت عليها. وانتقد مراقبون تجاوز الصدر لرئيس الحكومة، وعرض مرشحيه للحكومة الجديدة على رئيس البرلمان. من جهتها، كانت كتلة المجلس الإسلامي الأعلى قدّمت، أمس الأول الخميس، استقالات وزرائها وعلّقت حضورها في مجلس الوزراء.
في هذا السياق، يقول النائب عن تحالف القوى، محمد الكربولي، إنّ "تحالف القوى لم يقدّم حتى الآن مرشحيه للكابينة الوزارية المقبلة". ويضيف الكربولي لـ"العربي الجديد"، أنّه "لم تتضح بعد رؤية التغيير الوزاري الذي يتحدّث عنه رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي لم يحدّد حتى الآن الوزارات المشمولة بالتغيير، لتتضح الأمور ويتسنى لنا تقديم البدلاء عن وزرائنا المشمولين بالتغيير". وينتقد النائب ذاته "آليّة اختيار الوزراء التي تتم من خلال إشراف العبادي وحده"، مشيراً إلى أنّ "الآليّة ليست لاختيار حكومة تكنوقراط بقدر ما هي محاولة لإرضاء وكسب الشارع العراقي".
ويعتصم الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، منذ يوم الجمعة الماضي، أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط. وتضع الاعتصامات حكومة العبادي على المحك، إذ تُعدّ تجربة جديدة يمر بها العبادي، واختباراً لمدى قدرته على احتواء الموقف، في وقت يسعى فيه لإحداث تغيير سياسي واستبدال الحكومة بأخرى تكنوقراط، الأمر الذي ألّب عليه كتل تحالفه الوطني، الذي يتضمّن كتلة الصدر، والتي ترى أنّ "التغيير يضرب مصالحها بالصميم".
اقرأ أيضاً: الصدر يمهل العبادي 24 ساعة لتشكيل حكومة تكنوقراط