خرج المئات من طلبة الجامعات الجزائرية في مظاهرات وسط العاصمة في الثلاثاء الـ24 من الحراك الطلابي لدعم الحراك الشعبي الذي يدخل شهره السادس.
وعبر الطلبة الجزائريون، اليوم الثلاثاء، عن مواصلتهم الحراك الشعبي الرافض لبقاء رموز نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورفض الحوار مع من يسمونهم "العصابة".
وطالب الجامعيون اليوم برحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، مشددين في شعاراتهم على مواصلة الحراك إلى غاية تحقيق مطالب الشعب منذ الـ22 فبراير/ شباط الماضي.
وتجمّع الطلبة في ساحة الشهداء قبل أن تبدأ مسيرة طلابية رافقتها الشرطة عبر شوارع العاصمة إلى غاية ساحة قريبة من البريد المركزي، مرورا بساحة الأمير عبد القادر.
وحضرت ضمن الشعارات التي رددها الطلبة الدعوة إلى "دولة مدنية وليس عسكرية"، في إشارة إلى رفض أي تدخل للجيش في المسارات السياسية مستقبلا.
وقال الطالب في كلية الحقوق والعلوم الإدارية عبد النور صفوان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن خروج الطلبة اليوم رغم ارتفاع درجات الحرارة هو "إصرار منهم على مواصلة الثبات على المواقف الرافضة للحوار مع أسماء من النظام السابق".
وأضاف صفوان أن "الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى لتحقيق المطالب والإبقاء على درجات الضغط على السلطة الحاكمة".
وتبقى الجامعات وطلبة الجامعات في نظر الكثيرين "صمام الأمان للحراك الشعبي" مواصلة الاحتجاجات حتى يتمكن الجزائريون من انتزاع الاستجابة لمطالبهم، لأن التمديد من عمر الأزمة من شأنه أن تكون له "آثار عكسية على الشارع الجزائري وإحباط النفوس وفقدان ثقتها بالسلطة الحالية، التي تريد التفاوض على مقاسها"، على حد تعبير المتظاهرين.
وانتقد الطلبة وسائل الإعلام، وقاموا بطرد بعض الصحافيين من المسيرة، احتجاجا على ما يعتبرونه "تواطؤ وسائل الإعلام والقنوات مع السلطة، وتحريف شعارات ومطالب الحراك الشعبي".
وتأتي مسيرات الثلاثاء الـ24 للطلبة في سياق الأحداث المتسارعة، إذ يواصل القضاء الجزائري محاكمة بعض رموز النظام الفساد والزج بهم في السجن، فضلا عن فتح تحقيقات معمقة مع عدة شخصيات سياسية وعسكرية تورطت في قضايا فساد.