وفي تفاصيل هذا الاعتداء، تقدّم المصادر المحلية رواية ما حصل في البلدة، بأنّ أحد المواطنين استيقظ فجراً على بعض الأصوات غير الاعتيادية في محيط منزله، فخرج ليجد أربعة شبان عند مدخل منزله، ولدى سؤالهم عن مبتغاهم قالوا إنهم عناصر من استخبارات الجيش.
لكن اللجهة التي تحدث بها الانتحاريون كشفتهم، فحصل تبادل لإطلاق النار بينهم وبين المواطن نفسه، ليقوم أحدهم بتفجير نفسه. وبعد بدء تجمهر الأهالي في مكان التفجير، نفذ انتحاري ثانٍ هجومه الثاني وفجّر نفسه بعد قرابة الدقائق العشر، ما زاد احتشاد الأهالي الذين تم استهدافهم بتفجيرين آخرين، لتكون المحصلة النهائية للضحايا حتى الساعة 5 قتلى و15 جريحاً حال أربعة منهم خطرة.
وأشار البيان الصادر عن الجيش اللبناني إلى أنه "عند الساعة الرابعة والثلث من فجر اليوم، أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور، ما أدّى إلى استشهاد عددٍ من المواطنين، وجرح عدد آخر بينهم أربعة عسكريين، كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل".
وأضاف البيان أنّ قوى الجيش باشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين، كما "حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف على مواقع الانفجارات، وتولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث".
وبحسب التحقيقات المستمرة، خرجت ثلاثة سيناريوهات بحسب ما تقول الأجواء الأمنية لـ"العربي الجديد"، روى أولها أنّ هدف الانتحاريين كان استهداف مراكز القوى الأمنية في البلدة، من جيش وقوى أمن وقوى جمارك، في حين قال تحليل أمني آخر إنّ المطلوب كان الاعتداء على التحركات الأمنية الاعتيادية والروتينية التي تقوم بها القوى الأمنية بشكل يومي، وتحديداً من خلال استهداف الحافلات التي تقلّ العسكريين إلى مراكزهم في القاع.
في حين تحدث ترجيح ثالث أن يكون الانتحاريون الأربعة قد دخلوا إلى القاع بغية الانتقال إلى منطقة أخرى وتنفيذ هجومهم، لكن أحد المواطنين قام بإعاقة مخططهم.