قال السفير الأميركي لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، ديفيد فريدمان، إن الحرص الأميركي الإسرائيلي على إشراك السلطة الفلسطينية في ترتيبات التهدئة بين المقاومة في غزة وإسرائيل يأتي لمنع حركة "حماس" من الحصول على مكتسبات سياسية.
ونقل موقع "وللا"، اليوم الخميس، عن فريدمان قوله لعدد من اليهود الأميركيين الذين زاروا إسرائيل أخيرا: "المعضلة التي تواجه إسرائيل والولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالتهدئة تتمثل بأنه في حال أفضت إلى إعادة إعمار قطاع غزة بدون مشاركة السلطة الفلسطينية، فإن هذا يمثل هدية هائلة لـ"حماس"، وسيدلل للفلسطينيين على أنه من خلال ممارسة العنف بالإمكان الحصول على إنجازات من إسرائيل".
وحذر السفير الأميركي من أنه في حال أدت ترتيبات التهدئة إلى تعزيز مكانة "حماس" في قطاع غزة، "فإن هذا سيفضي تلقائيا إلى تعزيز مكانة الحركة أيضا في الضفة الغربية، مما يمس بمصالح إسرائيل بشكل كبير هناك".
وشدد على أنه "على الرغم من الخلافات بين كل من إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، والسلطة الفلسطينية، فإن الأخيرة تعد الخيار الأفضل بالنسبة لتل أبيب وواشنطن مقارنة بحركة "حماس"".
وأشار فريدمان إلى أن رفض السلطة المشاركة في ترتيبات التهدئة يجعل فرص إنجازها "ضئيلة جدا".
ووصف السفير الأميركي غزة بأنها "مرض لا يمكن التعافي منه، وهذا ما سيجعل من الصعب جدا التوصل لترتيبات طويلة الأمد بشأنها، وهذا يوجب على إسرائيل التعامل معها من منطلق إدارة الأزمة".
ولفت إلى أن "كل ما يعني إسرائيل في ظل الوقت الحالي هو التوصل لوقف إطلاق النار الذي يمنع الانجرار إلى حرب في قطاع غزة"، مؤكدا أن "تل أبيب تقدر بأن حربا تتضمن عملية برية لن تخدم مصالحها، إلى جانب أن تحقق هذا السيناريو لن يضمن تحقيق المصالح الإسرائيلية".
وانتقد السفير الأميركي سلوك رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قائلا: "هو يتحدث بصوتين، فهو يتمسك بشعار: شعب واحد سلاح واحد، لكنه في الوقت ذاته يدفع إلى انفجار الأوضاع في غزة بسبب العقوبات التي يفرضها هناك، فمظاهر الاحتجاج التي تواجهها إسرائيل على الجدار الفاصل مع القطاع نتاج سلوك عباس".
وفي سياق آخر، وفي ما يتعلق بمستقبل خطة التسوية الأميركية، قال فريدمان إنه لم يتم وضع جداول زمنية لطرحها، "لقد كانت هناك إشاعات بأننا سنطرحها في الأمم المتحدة، هذا لن يحدث".
وفي ما يتعلق بدلالات تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، بأن إسرائيل ستكون مطالبة بدفع "ثمن أكبر" لقاء قراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، قال فريدمان إن الولايات المتحدة "لم ولن تطلب في المستقبل أن تقدم إسرائيل أي مقابل لقاء نقل السفارة".
من ناحيته، انضم المبعوث الأميركي للمنطقة جيسون غرينبلات لحملة الانتقادات الموجهة للسلطة، مشددا على أنه لا يمكنها توجيه الانتقادات، مطالبا السلطة بالعمل على "إحلال واقع أفضل في غزة".
وفي بيان صدر عنه الليلة الماضية، ونقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، أضاف غرينبلات: "يتوجب على السلطة الفلسطينية أن تكون جزءا من الحل بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف البيان: "إدارة ترامب تؤيد بقوة كل الجهود التي يقوم بها الرئيس والحكومة المصريان، والهادفة إلى التوصل لتهدئة في قطاع غزة، من خلال عودة السلطة لتولي زمام الأمور هناك".
وأردف قائلا: "القيادة تعني اتخاذ قرارات صعبة، وقد آن الأوان أن تقود السلطة الفلسطينية الشعب الفلسطيني إلى مستقبل أفضل".
وأشارت صحيفة "معاريف" إلى أن إصدار غرينبلات بيانه هذا في أعقاب إجراء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مكالمة مع محمود عباس، بحثت مستقبل التهدئة، قد يدلل على أن هذه المكالمة لم تفض إلى حدوث اختراق في الجهود المصرية - الأميركية الهادفة إلى إقناع السلطة بالمشاركة في ترتيبات التهدئة.