بريطانيا نحو تمديد الإغلاق... وليلة ثالثة لجونسون في العناية المشددة

09 ابريل 2020
يُخشى أن تدفع العطلة بالكثيرين لخرق العزل(إيزابيل انفانتس/فرانس برس)
+ الخط -
يُنتظر أن يعلن القائم بأعمال رئيس الوزراء البريطاني دومينيك راب تمديد إجراءات الإغلاق لأكثر من أسبوعين، تزامناً مع ارتفاع أعداد الوفيات في بريطانيا بفيروس كورونا، وغياب بوريس جونسون.

وسجّلت بريطانيا يوم أمس الأربعاء، أعلى معدّل من الوفيات في 24 ساعة، إذ توفي 938 مريضاً بسبب فيروس كورونا، في وقت أشار خبراء طبيون إلى أن ذروة انتشار المرض قد تستمرّ إلى ما بعد الأسبوع المقبل.

ودفع ذلك عدداً من قيادات الشرطة البريطانية إلى مطالبة الحكومة بتشديد القيود على التنقل والحركة في سياق الإغلاق التام القائم حالياً، كما نقلت صحيفة "ذا غارديان". ويخشى أن يدفع الطقس الجيد وعطلة عيد الفصح بالكثيرين إلى خرق قواعد العزل والخروج إلى الحدائق.

وبنت الشرطة مقترحاتها على بيانات قادمة من كاميرات المراقبة، تكشف ارتفاع حركة السير نهاية الأسبوع الماضي بنحو 10 في المائة في بعض المناطق، مما يعزز المخاوف من تراخي الالتزام العام بقواعد الإغلاق.

وتنصّ قواعد الإغلاق الحالية على التزام المواطنين منازلهم وعدم الخروج إلا عند الضرورة، لكنها تعتبر التمرينات الرياضية، والتسوق من أجل الأساسيات، أو الذهاب إلى العمل، استثناءات.

وقد يتطرق راب للمسألة بعد ظهر اليوم الخميس، في المؤتمر الصحافي اليومي لتحديثات أزمة كورونا، وليمهد الطريق أمام تمديد الإغلاق الذي يتم أسبوعه الثالث يوم الاثنين.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت نيتها إعادة تقييم إجراءات الإغلاق بعد مضي ثلاثة أسابيع، وتقييم نجاعتها في مكافحة انتشار الفيروس.

أما بوريس جونسون، فقد قضى ليلته الثالثة في العناية المشددة في مستشفى سانت توماس في العاصمة لندن. وكان مكتب رئاسة الوزراء قد أعلن عن تحسن صحته بشكل مستمر. ولكن دومينيك راب لا يزال ينوب عنه في إدارة الاجتماعات الحكومية، والتي تشمل لجنة كوفيد-19 التي تدير تعامل الحكومة مع أزمة كورونا.

وتشمل لجنة كوفيد-19 الحكومية، والتي تجتمع يومياً، كلاً من وزير الصحة مات هانكوك، ووزير المالية ريشي سوناك، ووزير مكتب الحكومة مايكل غوف، إضافة إلى رئيس الوزراء، أو من ينوب عنه.

ولكن الحكومة البريطانية بحاجة لتوضيح مدى فاعلية إجراءات الإغلاق الحالية، والشفافية في ما يتعلق بمدة تطبيقها. وكان عمدة لندن صادق خان قال: "أعتقد أنه عندما أعلن رئيس الوزراء الإغلاق التام قبل أسبوعين ونصف، أشار إلى أنه سيعيد تقييم الوضع بعد ثلاثة أسابيع، وهو الاثنين المقبل. أعتقد أننا بعيدون عن رفع إجراءات الإغلاق".

وأضاف "لا نزال نشهد خسارة الأرواح يومياً. وحالياً لدينا ما يكفي من أسرة العناية المشددة في لندن لحسن الحظ، ولكننا لا نستطيع التساهل".

أما الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستورجون، فطلبت من سكان اسكتلندا عدم توقع انتهاء الإغلاق في أي وقت قريب. ولم تشهد اسكتلندا بعد، ذروة الإصابة بعدوى فيروس كورونا، حيث يقدّر أن معدل انتشار المرض في لندن يسبق بقية البلاد بنحو أسبوعين.

وكان وزير المالية سوناك قد أكد في المؤتمر الصحافي مساء أمس الأربعاء، أن الأدلة التي تبني الحكومة قراراتها عليها لا تزال بعيدة عن رفع حالة الإغلاق، مشيراً إلى أن أي تمديد للمعايير الحالية سيتم الإعلان عنه بداية الأسبوع المقبل. وأضاف: "نحن ملتزمون بإجراء المراجعة للمعايير الحالية مع انتهاء الأسابيع الثلاثة. وهذه المراجعة ستكون مبنية على الأدلة والبيانات التي تزودها المجموعة الاستشارية العلمية الخاصة بالطوارئ، والتي ستكون متوفرة الأسبوع المقبل. أولويتنا الآن تكمن في وقف انتشار الفيروس".
المساهمون